تحتفل اليوم 10 يناير، النجمة المغربية سميرة سعيد بعيد ميلادها، وسط مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من 54 عامًا، ومليئة بالإنجازات والتكريمات التي جعلتها واحدة من أيقونات الغناء في العالم العربي.
"الديفا"، كما تُلقب، لا تزال تثبت جدارتها في كل مرحلة من حياتها الفنية، محافظةً على مكانتها في قلوب الجماهير.
وُلدت سميرة سعيد، في العاشر من يناير 1959، في مدينة الرباط المغربية، واكتشف موهبتها الملحن عبد النبي الجيراري عندما كانت في الثامنة من عمرها.
وشاركت في برنامج مواهب بالتلفزيون المغربي العام 1967، وسرعان ما أثبتت جدارتها بإصدار أغنيتها الأولى "شكونا لأحبابنا" العام 1968. ولم يتوقف طموحها، حيث أصدرت ألبومها الأول "لقاء"، لتبدأ رحلة استثنائية في عالم الفن.
وتميزت أعمال سميرة سعيد بالتجديد والخروج عن المألوف، حيث قدمت أغنية " محصلش حاجة"، " هوا هوا" التي كسرت بها النمط التقليدي، وقدمت شكلاً مختلفًا من أعمالها.
بعد تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية في المغرب، قررت سميرة الانتقال إلى مصر العام 1978، حيث تعاونت مع عمالقة الموسيقى، مثل: محمد الموجي، وبليغ حمدي، ومحمد سلطان.
وانطلقت من أرض الكنانة لتصبح نجمة في سماء الفن العربي، مقدمةً أعمالًا، خالدة: مثل "جاني بعد يومين"، "مش حتنازل عنك"، "عالبال"، و"مازال".
في خطوة غير مسبوقة، اعتمدت سميرة سعيد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل صورها القديمة إلى فيديوهات، بالتعاون مع مدير أعمالها نضال هاني.
كما تعمل على تحديث قناتها على "يوتيوب" لجمع أرشيفها الفني وتقديمه بجودة عالية تناسب العصر، مما يُبرز حرصها على مواكبة التطورات التكنولوجية.
طرحت سميرة، في مايو الماضي، أغنية "كداب" من كلمات مصطفى ناصر وألحان عمرو مصطفى، وأغنية "كان" التي تناولت موضوع الذكريات بأسلوب حالم.
كما حققت نجاحًا واسعًا بأغنيتها "زن"، والتي تعد الرابعة ضمن سلسلة أعمالها الجديدة، مستخدمةً أحدث التقنيات لتحسين الصوت والصورة، مما يعكس رغبتها المستمرة في تقديم الأفضل لجمهورها.
نشرت سميرة، مؤخرًا، فيديو قديمًا لها منذ طفولتها وهي تغني "كيفاش تلاقينا"، وعلقت بتأثر قائلة: كلما أشاهد نفسي وأنا صغيرة، أبتسم وأنا أراقب تلك البراءة الممزوجة بالشغف. هذه العفوية التي تحملها منذ بداياتها لا تزال مصدر إلهام لجمهورها.
تزوجت سميرة مرتين؛ الأولى من الموسيقار المصري هاني مهنا، ثم من مصطفى النابلسي الذي أنجبت منه ابنها الوحيد شادي.
أما على صعيد البرامج التلفزيونية، فقد شاركت في لجنة تحكيم برنامج "صوت الحياة" العام 2012 بجانب حلمي بكر، وهاني شاكر.
حصدت سميرة العديد من الجوائز خلال مسيرتها، منها جائزة التميز من مهرجان جرش، والموريكس دور كأفضل فنانة عربية، لتظل رمزًا للإبداع والتألق.
سميرة سعيد ليست مجرد مطربة؛ هي مدرسة فنية ومصدر إلهام لأجيال متعاقبة. من الرباط إلى قلوب الملايين في الوطن العربي، تبقى "الديفا" نموذجًا للنجاح والاستمرارية.