حين تُذكر الفنانة التونسية درة زروق، يتبادر إلى الأذهان الجمال والأناقة، وقد أصبحا السمة البارزة في ظهورها الفني والإعلامي.
ومنذ بداياتها في العقد الأول من الألفية الثالثة، نجحت درة في أن تحجز لنفسها مكانة خاصة بين النجمات العربيات، ليس فقط بأعمالها الفنية، بل أيضًا بحسن اختيار إطلالاتها في الفعاليات الفنية، التي دائمًا ما تنال استحسان النقاد والجمهور.
حلم التمثيل رغم التحفظات الأسرية
وُلدت درة في 13 يناير 1980 بتونس، وعلى الرغم من تحفظات والدها على دخولها المجال الفني، أصرت على تحقيق حلمها، فالتحقت بكلية الحقوق، ثم أكملت دراستها، وحصلت على درجة الماجستير في العلوم السياسية.
وإلى جانب الدراسة، انضمت إلى فرقة "تياترو" المسرحية بتونس، وقدمت من خلالها أربعة عروض مسرحية، من أبرزها "مجنون"، كما شاركت في أعمال سينمائية ودرامية تونسية قبل أن تنطلق خارج الحدود.
انطلاقتها من مصر
في عام 2007، حققت درة انطلاقتها الحقيقية في مصر بمشاركتها في فيلم "هي فوضى"، آخر أعمال المخرج الراحل يوسف شاهين.
وشكّل هذا العمل نقطة تحول في مسيرتها، لتتوالى بعدها مشاركاتها السينمائية والدرامية، ومن أبرز أفلامها: "الأولة في الغرام"، "جنينة الأسماك"، "مولانا"، و"تصبح على خير".
أما على صعيد الدراما، فتألقت درة في مسلسلات مثل "سجن النساء"، "بالشمع الأحمر"، "نصيبي وقسمتك"، و"الأجهر"، الذي عرض في رمضان 2023 وحقق نجاحًا كبيرًا.
تجربة الإخراج.. تحدٍ جديد
لم تتوقف طموحات درة عند التمثيل، بل خاضت تجربة الإخراج والإنتاج بفيلم "وين صرنا"، الذي عُرض في الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وفي تصريحات سابقة لـ "فوشيا"، وصفت درة تجربتها بأنها "مليئة بالتحديات"، مشيرة إلى أنها اكتسبت شغفًا خاصًا لهذا المجال رغم الإرهاق والمسؤولية وما يتطلبه الإخراج.
وأوضحت درة أن الفيلم يحمل بعدًا إنسانيًا عميقًا، حيث تناول معاناة أسرة تحت وطأة الحرب، مؤكدةً أنها شعرت بفخر كبير عندما رأت تفاعل الجمهور وتأثرهم بمشاهده.
دعم الوسط الفني
حظيت تجربة درة الإخراجية بدعم واسع من زملائها في الوسط الفني، مثل كندة علوش، التي تأثرت بالفيلم لدرجة البكاء، وهالة صدقي، وسوسن بدر.
كما أثنى المنتج جابي خوري على العمل، واصفًا إياه بأنه شهادة على موهبة درة وإبداعها.
تألق مستمر في السينما والدراما
على مدى سنوات، أثبتت درة قدرتها على التنوع بين الأدوار السينمائية والدرامية. قدمت أعمالًا مميزة مثل "الحب كده"، "المعدية"، و"الكاهن".
أما في الدراما، فقد تركت بصمة قوية في مسلسلات مثل "العار"، "الريان"، و"بين السماء والأرض".
إبداع لا يتوقف
في كل عام جديد، تُرسخ درة مكانتها كواحدة من أبرز نجمات الفن العربي، فبين التمثيل والإخراج، تواصل تقديم أعمال تعكس شغفها وحرصها على الإبداع والتجديد، لتبقى أيقونة للجمال والأناقة والإبداع.
