حياة صاخبة مليئة بالإنجازات والنجاح المهني، ونهاية مأساوية لا تليق بمسيرته الفنية، وكانت الصحافة هي الباب الأول لدخوله عالم التمثيل.
كل هذه التفاصيل تتعلق بالفنان عبد السلام النابلسي، الذي كان ينظر إليه على أنه أشهر عازب بالوسط الفني، إذ إنه كان يعتبر الزواج عدوه، قبل أن يتزوج، وهو في سن الستين بعد قصة حب عاصفة جمعته بإحدى معجباته.
ولد عبد السلام عبد الغني النابلسي، يوم الـ23 من أغسطس 1899، في مدينة عكار اللبنانية، وهو ممثل فلسطيني من عائلة متدينة، وكان والده وجده يشغلان منصب القاضي الأول.
وعندما بلغ العشرين من عمره، أرسله والده إلى مصر ليتعلم في الأزهر الشريف، واستطاع عبد السلام أن يحفظ القرآن الكريم كاملًا، كما تعلم اللغة العربية، وبرع في الفرنسية.
أما مسيرته المهنية، فقد بدأت مطلع عشرينيات القرن الماضي، إذ عمل في مجال الصحافة، كصحفي فني وأدبي في بضع مجلات مصرية، أهمها: "مصر الجديدة"، و"اللطائف"، و"المصورة"، و"الصباح".
وفي نهاية العشرينيات حاز عبد السلام المعروف بـ"الكونت" على فرصة التمثيل في فيلم "غادة الصحراء"، وذلك بترشيح من المنتجة آسيا داغر رائدة الأفلام التاريخية في تلك الفترة، ونال شهرته الحقيقية سنة 1931، عندما قدَّم فيلم "وخز الضمير".
مسيرة عبد السلام النابلسي الفنية
قدم النابلسي خلال مسيرته الفنية التي امتدت 39 عامًا، ما يقارب الـ140 فيلمًا سينمائيًّا، وهو أكثر مَن مثَّل إلى جانب عبد الحليم حافظ برصيد 5 أفلام، وإلى جانب فريد الأطرش برصيد 16 فيلمًا.
ومِن أبرز أفلامه: "العزيمة"، و"ليلى بنت الريف"، و"الطريق المستقيم" و"حلاق السيدات" و"أنت حبيبي" و"أرض السلام".
عودة عبد السلام النابلسي إلى لبنان وأزمته المالية
رغم الثراء الفاحش الذي كان يعيش به النابلسي، عانى أزمات مالية عديدة، أبرزها مطلع ستينيات القرن الماضي عندما قررت مصلحة الضرائب الحجز على أثاث منزله الكائن في مصر؛ بسبب تراكم الضرائب عليه وعدم قدرته على تسديدها، ولم تنته القضية حتى وفاته، رغم تدخل الكثير من رموز الفن لحلها، ومن ضمنهم أم كلثوم.
وبسبب الأزمة، هرَّب النابلسي أمواله، وخدع أمن المطار المصري، واتجه إلى لبنان لتأسيس شركة إنتاج "الفنون المتحدة" عام 1962، وأنتج الكثير من الأفلام اللبنانية، أشهرها: "فاتنة الجماهير"، و"باريس الحب"، و"أفراح الشباب"، و"بدوية في باريس"، و "أهلا بالحب".
ولم يستمر هذا النجاح الكبير في حياة النابلسي، إذ إنه أعلن إفلاسه التام، بعدما أفلس "بنك إنترا" في بيروت الذي كان يضع أمواله فيه، ومات فقيرًا عام 1968 إثر أزمة قلبية، ولم يكن يملك تكاليف جنازته حتى.
زواج عبد السلام النابلسي الوحيد في السر
تزوج عبد السلام النابلسي من فتاة تدعى جورجيت سبات سرًّا دون علم أهلها، ما أوقعه بمشكلة مع عائلتها التي أرغمته على تطليقها، وأنهت المحكمة الخلاف، وتم الصلح بينهما.
