تُعد حياة الفنان والمخرج المصري سناء شافع، المعروف بـ"فيلسوف الفن"، مليئة بالتناقضات والأسرار.
فمن ناحية قدم مسيرة فنية حافلة بالأعمال المميزة، ومن ناحية أخرى عُرف بتعدد زيجاته وتجاربه العاطفية المعقدة.
في هذا المقال، سنتعرف على حياة سناء شافع المهنية والشخصية، تزامنًا مع ذكرى وفاته الرابعة التي تصادف اليوم الاثنين 12 أغسطس.
ولد سناء شافع عام 1943 في قرية موشا بمحافظة أسيوط، ثم انتقل مع عائلته إلى القاهرة، بدأ مشواره الفني منذ صغره، إذ عمل في فرقة هواة المسرح، ثم أكمل دراسته الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية، وسافر إلى ألمانيا لإكمال درسته
العليا.
وبعد عودته إلى مصر، شغل سناء شافع كثيرًا من المناصب الإدارية، وعين ضمن أعضاء "المسرح القومي"، ثم شغل منصب "مدير مسرح الطليعة"، وعمل محاضرًا في المعهد العالي للفنون المسرحية، إضافة إلى كونه مدرسًا بأكاديمية الفنون، وبعدها تولى منصب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية مدة 3 سنوات.
امتدت مسيرة سناء شافع الفنية نحو 60 عامًا، قدم خلالها كثيرًا من الأعمال المميزة في المسرح والسينما والتلفزيون.
ومن أبرز أعماله السينمائية "حتى لا يطير الدخان" و"فوزية البرجوازية"، ومن أبرز أعماله الدرامية "الزيني بركات" و"حضرة المتهم أبي"، وقدم كثيرًا من المسرحيات وأخرج بعضها، واختتمها ب3 أعمال تلفزيونية عرضت سنة وفاته 2020.
علاوة على ذلك خاض شافع تجربة الإخراج المسرحي، وكانت أولى تجاربه سنة 1972 بمسرحية "اللي رقصوا على السلم"، ثم مسرحية "دون كيشوت".
أكثر ما يميز حياة سناء شافع هو تعدد زيجاته؛ إذ تزوج تسع مرات من نساء يحملن جنسيات مختلفة، وعاش تجربة الزواج بثلاث نساء في الوقت نفسه. اعترف بخيانته لزوجته الفنانة ناهد جبر، ما أدى إلى انفصالهما.
تزوج لأول مرة عندما كان في سن 20 من فتاة مصرية ثرية تدعى "ليلى كامل" وانفصل عنها بعد عامين، وسافر إلى ألمانيا، وهناك التقى زوجته الثانية الطبيبة الألمانية "كريستا"، وأثمر زواجه بها إنجاب ابنة الأول "عبد الله النديم" وانفصلا بعد 7 أعوام.
وأكد سناء أنه عاش تجربة تعدد الزوجات، وتزوج بثلاث سيدات في المدة ذاتها، من دون أن يعلمهن بذلك، ومنهم سيدة مصرية واثنتان خارج مصر.
وأوضح شافع أن زيجته الرابعة كانت من الفنانة ناهد جبر، والتي انفصل عنها بعد إقدامه على خيانتها، ثم تزوج بسيدة كويتية انفصل عنها لاحقًا.
وتزوج فيما بعد من الفنانة ندى بسيوني، وأثمر زواجهما عن ابنته مايا، لتكون زيجته الأخيرة من الفنانة ماجدة حافظ.
كان سناء شافع مثقفًا واسع الاطلاع، يقرأ كثيرًا في الفلسفة والأدب، وكان هذا واضحًا في تحليلاته لأدواره وتفسيراته للشخصيات التي يجسدها.
ولم يكن سناء شافع مجرد ممثل يؤدي دوره، بل كان يحلل الشخصية تحليلًا عميقًا، ويفهم دوافعها وأبعادها النفسية، ما يمنحه عمقًا في أدائه.
وكان يهتم بكل تفصيل في الشخصية التي يجسدها، من طريقة الكلام إلى الحركات الجسدية، ما يجعل أداءه واقعيًّا ومقنعًا.
وبرع في تجسيد الشخصيات المعقدة التي تتسم بالتناقضات والصراعات الداخلية، ولديه فهم عميق للفن ووظيفته في المجتمع، وكان يتحدث عن الفن بلغة فلسفية عميقة.
على الرغم من حرصه على التكتم على حياته الشخصية، قرر سناء شافع الإفصاح عن كثير من أسراره في لقاء تلفزيوني قبل وفاته بسنة.
تحدث عن زيجاته المتعددة، وتجاربه العاطفية المعقدة، وعن الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذه القرارات.