تمكنت الفنانة التونسية درة زروق، من أن تحجز لنفسها مكانًا في قائمة الفنانين الذين اقتحموا عالم الإخراج، عبر بوابة التمثيل، والذين دفعهم الشغف إلى استكشاف هذه التجربة الإبداعية.
على الرغم من النجاح الذي حققوه في التمثيل، لم يكتف بعض الفنانين بحدود الشاشة كممثلين فقط، بل اختاروا المغامرة بخوض تجربة الإخراج في أعمال تحمسوا لها، ليثبتوا قدرتهم على الإبداع خلف الكاميرا.
اختارت الممثلة التونسية درة زروق الانطلاق في أولى تجاربها الإخراجية عبر فيلم وثائقي بعنوان "وين صرنا"، وهو أيضًا أولى خطواتها في الإنتاج السينمائي.
يقدم الفيلم قصة حقيقية لأسرة فلسطينية اضطرت للهروب من قطاع غزة بسبب الأحداث. ليجسد الفيلم معاناة العديد من الأسر التي تواجه المصير ذاته، وهو ما يعكس حساسية درة تجاه القضايا الإنسانية الملحة، وقدرتها على تسليط الضوء على تلك القصص المؤثرة.
على الرغم من شهرة الفنان أحمد مكي كنجم بارز في السينما والدراما المصرية، إلا أن بداياته الفنية كانت كمخرج.
قدّم مكي فيلم "الحاسة السابعة" في عام 2005 بطولة أحمد الفيشاوي ورانيا الكردي، وقد حقق الفيلم نجاحًا ملحوظًا في تلك الفترة.
لكن مكي لم يستمر في الإخراج وركز في التمثيل ليصبح لاحقًا من أبرز النجوم في مصر. وهذه التجربة ظلت في ذاكرته وجعلت من مكي فنانًا متميزًا بفهم عميق لصناعة السينما.
تجربة الإخراج لم تقتصر فقط على درة ومكي؛ فقد انضم إليهم الفنان تامر حسني في عام 2022 من خلال فيلم "بحبك" الذي كتبه وأخرجه ولعب دور البطولة فيه.
على الرغم من كونه تجربته الأولى، حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وتصدر شباك التذاكر في العام ذاته، إلى جانب تحقيقه إيرادات عالية في مصر، مما أظهر ثقة حسني بقدرته على تقديم محتوى يلقى قبولاً جماهيريًا واسعًا.
لم يقتصر نجاح الفنان السوري دريد لحام على كونه ممثلًا مميزًا، بل أثبت أيضًا براعته في الإخراج.
قدم لحام عدة أعمال، منها مسلسلات مثل "وين الغلط" و"عودة غوار"، وأفلام مثل "الحدود" و"التقرير" و"كفرون"، إلى جانب أعماله المسرحية التي تركت بصمة في الفن العربي مثل "كاسك يا وطن"، و"ضيعة تشرين". ولقد أثبت لحام أن الفنان الشامل يمكنه التألق في التمثيل والإخراج على حد سواء.
أما الفنانة السورية سلاف فواخرجي، فقد اتجهت للإخراج لأول مرة من خلال فيلم "رسائل الكرز"، الذي نال جائزة أفضل مخرجة عربية في مهرجان نيودلهي السينمائي.
هذه الجائزة تعد إنجازًا لافتًا كونها لم تُمنح من قبل لأي مخرجة عربية، مما يؤكد تميز فواخرجي وشجاعتها في استكشاف مجالات جديدة تتطلب حسًا إبداعيًا عاليًا.
بلمسة خاصة خاض قبل عامين الفنان التونسي ظافر العابدين تجربة الإخراج السينمائي في فيلمه "غدوة" الذي عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الفيلم من تأليف العابدين وإنتاجه وبطولته، ويتناول قصة إنسانية مؤثرة بين أب وابنه على خلفية اضطرابات سياسية. وأسهمت هذه التجربة في إبراز العابدين كفنان شامل، يجمع بين التمثيل والإخراج والإنتاج بتفوق.