في عالم السينما والدراما، تُصنع المشاهد الخطرة لتأسر الأنظار وتلهب الحماس، إلا أن تنفيذها يحمل مخاطر جمّة قد تصل إلى الإصابات البالغة أو حتى الموت.
هنا يأتي دور "الدوبلير"، الذي يُعدُّ الجندي المجهول خلف الكواليس، إذ يتحمل المخاطر التي يعجز أو يرفض النجوم خوضها بأنفسهم، سواء لأسباب صحية أم حفاظًا على سلامتهم.
شريف ماكجيفر، أحد أشهر منفذي المشاهد الخطرة، برع في تقديم أدوار بديلة لكثير من النجوم، الأمر اللافت أنه يظهر أيضًا بدلًا من فنانات مثل هيفاء وهبي ومي عمر، إذ يرتدي أزياء وباروكة مشابهة لتجسيد شخصياتهن.
من أبرز أعماله، تنفيذه لمشاهد الأكشن بدلًا من أمير كرارة في مسلسل "كلبش", وعمرو يوسف في فيلم "طايع", ومحمد رمضان في فيلم "الديزل"، كما تعاون مع ماجد المصري في مسلسل "البدلة".
دوبلير الأكشن شريف علي هو الآخر له بصمة واضحة في المشاهد الخطرة، فقد تعاون مع أحمد فهمي في تنفيذ العديد من المشاهد المحفوفة بالمخاطر، كما أدى دور "الدوبلير" لكريم عبد العزيز في مسلسل "الحشاشين".
أبرز مشاهده كان القفز من أماكن شاهقة وتحطيم الحواجز الزجاجية بجسده، في مسلسل "قانون عمر"، قام بمشهد اصطدام سيارة أدى إلى كسر أضلاعه.
يُعد حسام شيحة أحد أشهر "الدوبليرات" الذين يؤدون مشاهد استثنائية، قدم مشاهد خطرة في مسلسل "الحصان الأسود" بدلًا من محمد فراج، إذ تعرض لحروق في عينه بسبب مشهد اشتعال النيران، كما شارك في مسلسل "ظل الرئيس" لياسر جلال.
على الرغم من استعانة محمد رمضان بالدوبلير في العديد من المشاهد الخطرة، فإنه قرر بنفسه القفز من مكان مرتفع إلى النيل، رغم أن هذا الدور كان مخصصًا لشيحة.
خلال تصوير الجزء الثالث من فيلم "ولاد رزق"، كشف أحمد الفيشاوي عن دوبلير الفنان أحمد عز، إذ نشر صورة تجمعهما أظهرت تشابهًا كبيرًا بينهما، ما أثار دهشة الجمهور.
لا شك في أن "الدوبلير" يمثل جزءًا أساسيًّا من صناعة السينما والدراما، هم أبطال من خلف الكواليس، يغامرون بحياتهم لخلق مشاهد تأسر القلوب، في ظل تقدير خجول لدورهم الحيوي في هذه الصناعة.
ومع كل قفزة خطرة أو حاجز زجاجي يُكسر، تبرز شجاعتهم وجهودهم كجزء لا يتجزأ من سحر الشاشة.