على مدار أكثر من خمسة عقود، أضاءت ميرفت أمين سماء الفن العربي بأعمالها المتألقة التي جمعت بين الرقي والجاذبية.
قيثارة الشاشة، كما يلقبها عشاقها، ليست مجرد فنانة عابرة في تاريخ السينما، بل أيقونة خالدة أبدعت في تقديم أدوار متنوعة، لتثبت أن الفن الحقيقي لا يعرف حدود الزمن. اليوم، تحتفل بعيد ميلادها الـ78، مواصلةً إلهام أجيال من الفنانين والجمهور على حد سواء.
ميلاد مميز بين ثقافتين
في 24 نوفمبر 1946، وُلدت الفنانة ميرفت أمين بمحافظة المنيا لأسرة تحمل مزيجاً ثقافياً استثنائياً؛ إذ كان والدها مصرياً وأمها إنجليزية. هذا التنوع الثقافي انعكس على شخصيتها منذ الصغر، ليمنحها رؤية فريدة للعالم وصقل مواهبها. بعد تخرجها في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، جاءت رحلتها إلى عالم الفن بمحض الصدفة، حين اصطحبها أحد أقاربها إلى استوديو جلال، حيث التقت عمالقة السينما، واكتشفت شغفها بالمجال.
الانطلاقة نحو النجومية
خطت ميرفت أمين أولى خطواتها الفنية من خلال المسرح الجامعي، بمشاركتها في عروض مثل "يا طالع الشجرة" و"مطار الحب". أما بدايتها الحقيقية على الشاشة الكبيرة، فكانت في فيلم "نفوس حائرة" عام 1968 مع الفنان أحمد مظهر، الذي لفت الأنظار إلى موهبتها. ولم يكن العام التالي أقل نجاحاً، حيث شاركت في فيلم "أبي فوق الشجرة" أمام عبد الحليم حافظ، لتصبح سريعاً إحدى أبرز نجمات السينما المصرية.
على مدار مسيرتها، قدمت ميرفت أكثر من 120 فيلماً، تنوعت بين الكوميديا والدراما، إلى جانب العديد من المسلسلات التي حصدت إعجاب النقاد والجمهور.
حياة شخصية مليئة بالتحديات
عاشت ميرفت أمين حياة شخصية عاصفة بالتقلبات، تخللتها زيجات متعددة أبرزها من الفنان حسين فهمي، الذي استمرت معه 14 عاماً، وأنجبت منه ابنتهما الوحيدة منة الله. ورغم ذلك، كانت قيثارة الشاشة دائماً قادرة على تحقيق التوازن بين حياتها الشخصية والفنية، لتظل إحدى أكثر النجمات تأثيراً في جيلها.
أعمال خالدة في ذاكرة السينما
تميزت ميرفت أمين بقدرتها على تقديم أدوار متعددة، لتصبح وجهة مميزة لأفلام جمعت بين الجرأة والجودة الفنية. من أبرز أعمالها السينمائية "ثرثرة فوق النيل"، "السكرية"، "مدرسة المشاغبين"، "البحث عن فضيحة"، و"زوجة رجل مهم". كما تركت بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية بأعمال مثل "الرجل الآخر"، "لا تطفئ الشمس"، و"قيد عائلي".
قيثارة الشاشة التي لا تنطفئ
ميرفت أمين ليست مجرد فنانة، بل رمز للأناقة والتميز الفني. بأسلوبها الراقي وأدائها الساحر، استطاعت أن تحجز مكاناً دائماً في قلوب محبيها. واليوم، بينما تحتفل بعيد ميلادها الـ78، تظل أيقونة ملهمة، شاهدة على حقبة ذهبية من تاريخ الفن العربي.
