يكمل الفنان عمرو دياب اليوم الموافق 11 أكتوبر/تشرين الأول، عامه الثاني والستين، والذي حظي بمسيرة طويلة من النجاحات على مدار السنوات الماضية، أثّر فيها بالجمهور العالمي والعربي، وأصبح واحدًا من نجوم مصر البارزين، حتى لُقب بـ"الهضبة".
أظهر عمرو دياب اهتمامًا بالغناء والموسيقى منذ صغره، حيث شجعه والده، الذي كان يعمل في شركة قناة السويس، وكان لديه صوت جميل.
بداياته في الغناء كانت واضحة جدًا عندما أدى النشيد الوطني المصري في محطة إذاعية محلية في بورسعيد، وكانت تلك اللحظة بداية ظهور موهبته الصوتية.
وفي العام 1983 انتقل إلى القاهرة، والتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وبدأ في تطوير مهاراته الموسيقية بشكل احترافي.
أُطلق أول ألبوم لعمرو دياب بعنوان “يا طريق”، العام 1983، ولكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا.
ومع استمرار العمل والالتزام، بدأ بالظهور في حفلات صغيرة، ثم أطلق ألبوم "ميال"، العام 1988، والذي حقق انتشارًا واسعًا، وساهم في وضع اسمه كواحد من أهم النجوم في الساحة الغنائية المصرية.
وتميزت أغاني عمرو دياب طوال مسيرته بمزيجها الفريد بين الرومانسية والإيقاع الحديث، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى في الوطن العربي وخارجه.
وبعد ألبومه الأول، أصدر "دياب" العديد من الألبومات الناجحة التي حققت إقبالًا كبيرًا من الجمهور.
بالإضافة إلى موهبته في الغناء، ترك عمرو دياب بصمة في مجال التمثيل أيضًا، حيث شارك في عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي حققت نجاحًا كبيرًا.
لم تقتصر تجربة عمرو دياب على الغناء، بل كانت له تجارب سينمائية حيث ظهر مع الفنان يوسف شعبان، والفنانة إلهام شاهين، لأول مرة في العام 1986م في فيلم "السجينتان"، وتوالى ظهور عمرو من خلال مشاركته مع الفنانة مديحة كامل في فيلم "العفاريت".
حياة عمرو دياب الشخصية كانت دائمًا محل اهتمام الإعلام والجمهور، لكنه لطالما حرص على الحفاظ على خصوصية حياته العائلية بعيدًا عن الأضواء.
تزوج عمرو دياب 3 مرات، وكانت زوجته الأولى الممثلة المصرية شيرين رضا، وأنجب منها ابنتهما نور، وبعد انفصاله عن شيرين رضا، تزوج عمرو دياب من سيدة الأعمال السعودية زينة عاشور، وأنجب منها 3 أبناء: عبد الله، كنزي، وجانا.
عمرو دياب من أوائل الفنانين العرب الذين تجاوزت شهرتهم الحدود الإقليمية، حيث تُرجمت العديد من أغانيه إلى لغات أخرى، ليصل صوته إلى جمهور عالمي.
صدرت أغنية “تملي معاك” العام 2000، وتعد واحدة من أشهر أعمال عمرو دياب، وتمت ترجمتها إلى عدة لغات، مثل: الإسبانية، والتركية، ولاقت النسخة الإسبانية للأغنية، التي غناها مغنون من أمريكا اللاتينية، نجاحًا كبيرًا في تلك المناطق.
أغنية “نور العين” التي صدرت، العام 1996، حققت نجاحًا عالميًا، وترجمت إلى الهندية والإسبانية، واستخدمتها عدة فرق موسيقية عالمية في نسخ جديدة.
هذه الأغنية لاقت شعبية في تركيا، وتم غناؤها بلغات متعددة في أوروبا، والشرق الأوسط.
تُرجمت هذه الأغنية إلى الإسبانية والهندية، وأصبحت من الأغاني الرائجة في أوروبا والشرق الأوسط.
ساهمت موسيقى عمرو دياب بتغيير نظرة الغرب إلى الموسيقى العربية، وذلك من خلال مزجه بين الإيقاعات الشرقية والغربية، وأسلوبه الموسيقي المتجدد.
واستطاع "الهضبة" أن يبني جسرًا بين الثقافات المختلفة، مما جعله سفيرًا للثقافة العربية على المستوى العالمي.
عمرو دياب من بورسعيد إلى النجومية العالمية، استطاع أن يحافظ على نجاحه لأكثر من 30 عامًا بفضل موهبته الاستثنائية، وانضباطه المستمر، ولا شك أن عمرو دياب سيظل أحد أعظم الفنانين في تاريخ الموسيقى العربية.