أعرب الفنان المصري أحمد عز عن تقديره الكبير لجمهوره، مؤكدًا أن الدعم والمساندة اللتين تلقاهما منه كانا وراء النجاح الذي وصل إليه.
وقال عز خلال الجلسة الحوارية التي عقدها ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية، إنه ممتن جدًّا للجمهور، فالحفاوة والتقدير اللتان تلقاهما لن ينساهما طوال عمره.
تحدث أحمد عز عن مفهومه للفن، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر فقط على النجاح والشهرة في البداية، بل يمتد إلى دور أكبر يتمثل في توجيه فكر الناس وتثقيفهم.
وأضاف: الفن ليس فقط أن تنجح وتصبح مشهورًا، هذا يكون في البدايات، لكن بعد ذلك تصبح مطالبًا بتوجيه فكر الناس وتثقيفهم.
وأكد أنه رغم أنه لا يدعي أن كل أفلامه تحمل هذه الرسالة، فإنه يسعى لتحقيقها قدر الإمكان، مستطردًا: إذا لم أتمكن من تقديم عمل يحمل فكرًا وثقافة، على الأقل أحاول أن أسلي الناس وسط الظروف التي نعيش فيها.
كشف أحمد عز أمنيته في عالم الفن، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يقدم ما يتمنى أن يقدمه، ولكنه يطمح في أن تظل أفلامه خالدة مع مرور الزمن.
وقال: النجاح بالنسبة لي هو أن أستطيع مشاهدة أفلامي بعد سنوات طويلة كما أرى الآن أفلام أساتذتنا الكبار، مثل أفلام الأبيض والأسود، وأفلام الفنان العظيم نجيب الريحاني، التي ما زلت أشاهدها حتى الآن، مؤكدًا أنه يتمنى أن يكون امتدادًا للأجيال الكبيرة التي أحبته في الفن.
تم تكريم أحمد عز في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، إذ عبّر عن سعادته بتكريمه بـ "جائزة فاتن حمامة" التي منحها إياه المهرجان، وقال عز في هذا الصدد إن هذه الجائزة بحد ذاتها هي شرف كبير بالنسبة له.
استرجع أحمد عز ذكرى طريفة من بداية مشواره الفني، مشيرًا إلى أنها ستظل محفورة في ذاكرته طوال العمر، وقال مبتسمًا: من حوالي 24 سنة، كان أمامي خياران، إما مواصلة عملي في مجال آخر، وإما قبول بطولة أول فيلم سينمائي لي، اخترت دخول عالم التمثيل رغم عدم رغبة أهلي في ذلك.
وأضاف أنه في تلك الفترة كان مهرجان القاهرة السينمائي على الأبواب، وكان حلمه أن تصل إليه دعوة حضور مكتوب عليها "الفنان أحمد عز" ليعرضها على والديه، ويثبت لهما أنه اختار الطريق الصحيح.
وواصل عز سرد تفاصيل تلك الحكاية قائلًا: أسبوع كامل انتظرت الدعوة من دون جدوى، حتى جاء صباح يوم المهرجان، ولم تصل الدعوة.
وأضاف: قررت أن أذهب بنفسي إلى إدارة المهرجان، فاستقبلوني بكل ترحاب وأعطوني الدعوة التي كنت في انتظارها.
وعقب ضاحكًا: في يوم المهرجان، ارتديت ملابسي بعناية، وكنت متحمسًا لأن أكون واحدًا من المتألقين على السجادة الحمراء، آملًا أن يراني أهلي في المنزل ويفخرون بي.
وتابع أحمد عز: عندما دخلت السجادة الحمراء، تظاهرت بالثقة، لكن لم يتعرف عليّ أحد من الكاميرات، حتى قنوات نايل سينما ونايل دراما مرّوا دون أن ينتبهوا لي.
وأشار عز إلى أنه عندما أراد دخول القاعة، أوقفه رجل الأمن قائلًا: حضرتك مقعدك فوق، لأعود حينها إلى المنزل محبطًا، إلا أن والدته استقبلته بالدعاء، وطلبت من الله أن يعطيه مراده.
اختتم أحمد عز حديثه خلال تكريمه بالقول: اليوم، ها أنا أقف على مسرح دار الأوبرا، وأكرم وأستلم جائزة من وزير الثقافة والنجم حسين فهمي، وإن كانت والدتي ووالدي غير موجودين الآن، إلا أنني واثق أنهم فخورون بي.
كما أهدى عز الجائزة للفنان الكبير عادل إمام، ما لاقى تصفيقًا حارًّا من الحضور.
يُذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي قد منح أحمد عز جائزة "فاتن حمامة" في دورته الحالية، وهي جائزة مرموقة تحمل اسم أسطورة السينما المصرية، التي تُمنح سنويًّا لأحد الفنانين الذين قدموا إسهامات كبيرة في صناعة السينما.