يطارد شبح البطالة الكثير من الفنانين المصريين، هذه الحقيقة تجسدها العديد من الوقائع المتكررة، وسط صرخات مدوية أطلقها البعض لسماع أصواتهم، إذ أعرب الكثير من الفنانين عن استيائهم من تهميش المنتجين لهم، وسط معاناتهم من ظروف مالية صعبة، رغم ما حققوه من شهرة وحضور بارز في الساحة الفنية.
ولا يقتصر الأمر على الفنانين الشباب فحسب، بل يمتد ليشمل لبعض النجوم الذين خفَتَ بريقهم وتراجع حضورهم الفني. وتطول قائمة هؤلاء الأسماء، حيث يعيش عدد من نجوم الفن في مصر أوضاعًا صعبة بعد تراجع فرص الاستعانة بهم في الأعمال الفنية لعدة سنوات، وقد دفع هذا الوضع بعض الفنانين إلى البحث عن بدائل لكسب الرزق، مثل الانخراط في منصة "تيك توك"، أو تحويل سيارتهم الشخصية لبيع القهوة مثلما فعل الفنان المصري كريم الحسيني.
يرصد موقع " فوشيا" هذه الظاهرة التي أثارت جدلاً واسعًا لا سيما مع خروج البعض عن صمته وإعلان اعتزاله أو استنكاره مما يحدث أو بحثه عن طريقة أخرى لكسب الرزق بدلاً من الفن وسط نقاشات حول ما إذا كان يحق للفنان اللجوء إلى مثل هذه السلوكيات من أجل المال، أم أن ذلك يُعتبر إهانة لمهنة الفن.
تصدرت الفنانة المصرية عفاف مصطفى محركات البحث على غوغل خلال الساعات الأخيرة، بعد أن أعربت عن استيائها من قلة ظهورها في الأعمال الفنية خلال الفترة الحالية. يأتي ذلك رغم الإعلان عن العديد من الأعمال الفنية التي لا تزال قيد التحضير للمشاركة في موسم دراما رمضان 2025.
وقد عبرت عفاف مصطفى، عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن مشاعر الإحباط داخلها بقولها: أتردد في الفضفضة لأتحاشى التطاول من قلة مشوهة. يا جماعة، أنا فعلاً في أزمة داخل وطني الفني. هناك 40 مسلسلًا لرمضان، ولأول مرة أجد نفسي جليسة المنزل لأسباب مجهولة.
أعلن الفنان كريم الحسيني عبر حسابه على "فيسبوك" اعتزاله الفن، معلنًا عزمه على استكشاف مجالات جديدة وقال الحسيني: سأقوم ببيع سيارتي وسأسافر إلى كاليفورنيا أو الولايات المتحدة لدراسة الإخراج السينمائي والإنتاج. سأبحث عن أي فرصة عمل، حتى وإن تطلب الأمر غسل الصحون أو مسح الأحذية أو بيع الجرائد. سأقوم أيضًا بتدريس التمثيل هناك، وسأبذل جهدًا كبيرًا لأحقق حلمي الدفين.
وتابع: أسعى لتحقيق حلمي الذي تجسد في النجم محمد صبحي، وهو حلم الـ One Man Show، الذي رأيته يتحقق أيضًا في النجم نور الشريف. أنوي العودة إلى وطني لإنشاء مدينة كاملة على غرار مدينة الفنان محمد صبحي (مدينة سنبل)، مدينة تدعم الفنون وتحتضن المواهب.
خرج الفنان المصري أحمد عزمي عن صمته بعد غياب طويل ليعلن عن حاجته الماسة للعمل، مناشدًا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي قامت بدعمه وتشغيله في أحد مسلسلاتها عقب كتابة منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال فيه: صباح الخير.. ومع بداية عام جديد من حياتي، أدعو الله أن يرزقني وإياكم بنعمة الرزق والعمل، وأتمنى أن أجد فرصة للمشاركة في عمل جديد.
وأضاف عزمي: تخرجت في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 2006، وشاركت في العديد من الأعمال الفنية التي حصلت من خلالها على جوائز متعددة.
واستذكر الجوائز التي حصل عليها، مثل جائزة أحسن ممثل دور ثانٍ عن فيلم 'الأبواب المغلقة' في المهرجان القومي للسينما، وجائزة أحسن ممثل دور ثانٍ من مهرجان الإعلام عن مسلسل 'الجماعة'، بالإضافة إلى جائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية عن فيلم 'قبلات مسروقة'، وجائزة خاصة من لجنة التحكيم عن فيلم 'الوعد'، مشيرًا إلى أنه رغم هذه الإنجازات، لم يُعرض عليّ أي عمل مؤخرًا.
وتابع: "أتمنى من أصدقائي وزملائي الفنانين الذين عملت معهم على مدار حياتي، مساعدتي في الحصول على فرصة عمل والانضمام إلى ركب الدراما في مصرنا الحبيبة. لا طعم للحياة بدون عمل، وابني يكبر أمامي ولا أعلم كيف سأساعده في مواجهة صعوبات الحياة. أشعر بالحرمان من تحقيق ذاتي، وليس لدي مهنة أخرى، وأخشى أن أموت كمداً وحزناً. هذا طلب ورجاء.. وفقكم الله إلى ما فيه خير أمتنا، وشكرًا. أعتذر."
تعاني الفنانة مها أحمد من سلسلة من الأزمات المتتالية منذ ابتعادها عن التمثيل سنوات بسبب نقص الأعمال المعروضة عليها. وقد لجأت إلى منصة "تيك توك" كوسيلة للكسب وجني الأموال. آخر تلك الأزمات كان الهجوم الذي تعرضت له من متابعيها بعد حديثها عن صعوبة التخلي عن "تيك توك"، حيث اعتبرت هذه المنصة المصدر الأساس لدخلها في الوقت الحالي.
وبدأ الهجوم على الفنانة مها أحمد بعد ردها العنيف وغير المناسب على متابعيها الذين طالبوها بترك "تيك توك" والعودة إلى التمثيل. وفي بث مباشر، صرحت مها: أنا جبلة ولا أقبل أي تنمر، أتناول برشام التناحة وأواجه السفافين، وأحب أن أظهرهم على المسرح.
وأضافت: شغلي على "تيك توك" أو أي برنامج آخر لن أتركه ما دامت هناك فرصة للربح. لن تفيديني في شيء، لذا لن أتنازل. لا أريد الذهاب للعلاج على نفقة الدولة، رغم أنني فنانة ومن حقي ذلك. ولكن حينها، سيتنمرون عليّ ويقولون إنني أستعمل دواء الغلابة، وأنا لا أرغب في ذلك. أريد أن أعالج نفسي بنفسي.
كما أكدت: أرغب في بناء علاقات مع الداعمين من الخارج. ربما أتمكن من السفر للعمل في الخارج، أو قد تكون إحدى الشخصيات البارزة في المجتمع تراها وتعرض عليّ فرصة عمل. لماذا لا؟ لدي طموح في العمل مع الآخرين خارج البلاد، ولكنني لن أعمل هنا بسبب التنمر. لن يقولوا إنني امرأة بقوة مئة رجل، وأعمل بجد.
بينما أعربت الفنانة المصرية راندا البحيري عن معاناتها من البطالة، إذ ظهرت متأثرة وهي تبكي بسبب اقصائها من الساحة الفنية. على الرغم من كونها كانت من نجمات جيلها وتشارك في أكثر من عشرة أعمال سنويًا، إلا أنها أصبحت محاصرة في منزلها، دون أن تفهم سبب ذلك. وقد اضطرت إلى اتخاذ خطوة نحو الاستثمار والتجارة لتتمكن من توفير احتياجات ابنها الوحيد.
أكد الفنان عمر حسن يوسف أن الشللية والتحيزات والتواطؤ بين بعض عناصر المنظومة الفنية تُعتبر من أبرز الأسباب التي أدت إلى ابتعاده عن الساحة الفنية لسنوات عديدة، موضحًا أن كل مجموعة تستعين بأصدقائها وأقاربها، بغض النظر عن موهبتهم، مما جعل نظرية الشلة تُهيمن على المشهد الفني منذ فترة طويلة. للأسف، هناك العديد من الموهوبين الذين لا يحظون بفرص العمل لأسباب غير معروفة.