ذاعت خلال الفترة الأخيرة، فكرة توجه بعض الفنانين إلى ارتداء الأقنعة في حفلاتهم الغنائية، مثل الرابر المصري "توليت" الذي أصدر ألبومه الجديد مؤخراً، وتصدرت أغانيه لوائح الموسيقى في العالم العربي.
سواء أكان هدف المغني المصري هو إخفاء هويته الحقيقية أم تنفيذ خطة تسويقية لجذب الانتباه، فقد نجح في إبقاء حالة الغموض حوله، لدرجة أن "مهرجان العلمين" في مصر، كان أول مهرجان يمنح مغنيًا مقنعًا وغير معروف فرصة الأداء أمام جمهور كبير احتشد لمعرفة من هو المغني المقنع عن قرب.
مغنون عرب خلف الأقنعة
"توليت" مغني الراب ومنتج يقيم في القاهرة، لديه ألبومان، هما "مجهول" و"طيش شباب". أثار فضول جمهوره بارتدائه قناعاً يغطي وجهه بالكامل، ما زاد من التكهنات والجدل حول هويته. ورغم أن ارتداء القناع ليس شيئًا جديدًا في عالم الفن، فقد سبقته تجارب مماثلة من قبل فنانين عرب وعالميين.
ومن أبرزهم مغني المهرجانات "مسلم"، الذي ظهر لأول مرة العام 2020، وهو يرتدي قناعًا قبل أن يكشف هويته مع انتشار أغانيه، وذلك بعد عامين من دخوله المجال الفني. وكذلك فعل مغني الراب المصري "مروان بابلو" إذ ارتدى القناع في إحدى حفلاته، ما أثار تفاعل جمهوره ومتابعيه.
ومؤخرًا، ظهرت على الساحة الغنائية، فرقة "دندرة باند" الأردنية، التي أصدرت حتى الآن خمس أغانٍ باللهجتين المصرية والأردنية، واختار أعضاؤها ارتداء الأقنعة؛ ما أثار فضول الجمهور العربي حول أعمالهم الموسيقية، إذ تصدر الفرقة التي أنشأها الشاعر الأردني إيهاب غيث، أغنية جديدة كل يوم خميس.
رغم الأقنعة.. فنانون يحققون شهرة عالمية
قد تكون إستراتيجية التشويق والتسويق هي السبب وراء ارتداء معظم الفنانين للأقنعة. ففي الساحة الفنية الغربية، حقق فنانون وفرق موسيقية شهرة كبيرة بفضل أعمالهم الفنية، وقد يكون ارتداؤهم للأقنعة سببًا رئيسًا في انتشارهم، ومنهم: ثنائي الموسيقى الإلكترونية الفرنسيين "دافت بنك" ويعدّان من أبرز من ارتدى الأقنعة، فالثنائي يرتديان خوذتين مستوحاتين من الروبوتات، تعكسان أجواء مستقبلية تقنية متطورة، ويأتي ذلك من الاهتمام بالخط الفاصل بين الخيال والواقع والرغبة في ابتكار شخصيات خيالية تتواجد في الحياة الواقعية.
كما عرف الفنان والمنتج الأميركي "مارشميلو" العام 2015، بعد أن ارتدى قناعاً على شكل حلوى "مارشميلو". وقال في العام 2017 إنه يفضل عدم خلع قناعه، لأنه لا يرغب ولا يحتاج إلى الشهرة.
غموض فني وفضول جماهيري
رغم ما يضيفه ارتداء الأقنعة من غموض وإثارة على التجربة الفنية، ويعزز من جاذبية الفنان لجماهيره، فإن الفضول من سمات البشر، وملامح الفنان وتعابير وجهه، لها دور أساسي في التواصل مع الجماهير أثناء تأدية الأخير لعروضه.
لهذه الأسباب وغيرها كالتقليد الأعمى ولفت النظر، تتباين الآراء حول فكرة ارتداء الأقنعة، إذ يستحسنها البعض على منصات التواصل الاجتماعي، بينما يرفضها آخرون. تتأرجح الآراء بين القبول في البداية والرفض مع مرور الوقت، خاصةً مع تزايد الفضول الجماهيري حول هوية الفنان الحقيقية.
