هي أول فنانة مغربية تدخل المجال السياسي، وتتبوأ منصب وزيرة، إلى جانب تعرضها للاعتداء والضرب بسبب مواقفها السياسية الناقدة للأوضاع المجتمعية، ومحاولة مناصرتها للمستضعفين وتوثيق معاناة حياتهم عبر خشبة المسرح، حتى لُقبت بـ "سيدة المسرح المغربي" و"سيدة الركح" و"قديسة المسرح".
السعدية قريطيف والمعروفة ب "ثريا جبران" كاتبة وممثلة مسرحية، ولدت في المغرب سنة 1956، وفقدت والدها في سن مبكرة جداً، ونشأت في دار للأيتام؛ لأن والدتها كانت تعمل فيه.
وتلقت ثريا الرعاية خلال طفولتها من زوج شقيقتها الذي أعارها اسمه عندما دخلت الفن، وهو من شجعها على دخول الفن بعدما كان يستضيف فناني المسرح في الدار من أجل تقديم مسرحيات ترفيهية للأيتام.
بدأت ثريا أبرز فناني المسرح المغربي، مسيرتها الفنية في سن الثامنة من مسرح الهواة، ومن ثم اختارت أن تمتهن الفن والمسرح بشكل رسمي بتشجيع من الفنانين سي محمد والشناوي، والمخرج فريد بن مبارك.
والتحقت بمعهد المسرح الوطني بالرباط العام 1969، وقدمت الكثير من المسرحيات، التي كانت تحكي معاناة الأطفال اليتامى والمشردين، التي عاشتها خلال سكنها في دار الأيتام.
ومن أبرز مسرحياتها: "أبو حيان التوحيدي" و"سيدي عبد الرحمان المجذوب" و"سوق عكاظ" و"ألف حكاية"، كما أسست ثريا الكثير من الفرق المسرحية، منها فرقة "مسرح الفرجة" وفرقة "مسرح الشعب" و"مسرح الفنانين المتحدين" وفرقة "مسرح اليوم".
ولم تكتف ثريا بالنجاح الكبير الذي حققته في المسرح، بل اتجهت للعمل في السينما، وقدمت نحو 19 فيلماً سينمائياً، أبرزهم: "بامو" و"الناعورة" و"غراميات" و"قصر السوق" و"عود الورد" و"شفاه الصمت".
وتعدى نجاحها حدود المغرب، وحظيت بحب كبير من الجمهور العربي بعد مشاركتها في المسلسلين العربيين "صقر قريش" و"ربيع قرطبة".
تبوأت ثريا سنة 2007 منصب وزيرة، وكانت أول فنانة تدخل المجال السياسي، وشهد القطاع الفني في عهدها الكثير من التقدم والازدهار، كما تحسنت الأوضاع المعيشية للفنانين.
إضافة إلى ذلك تعرضت للمضايقات المثيرة بسبب مواقفها السياسية في أعمالها، ووضعت تحت المراقبة الاستخباراتية، وتعرضت للاعتداء والضرب من قبل مجهولين أثناء ذهابها لإجراء مقابلة تلفزيونية.
حصدت الفنانة المغربية الكثير من الجوائز المهمة طيلة حياتها، أبرزها وسام الاستحقاق الوطني من الملك الراحل الحسن الثاني ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب من درجة فارس، وجائزة الشارقة للإبداع المسرحي، ورشحت للحصول على وسام العرش من درجة قائد.
توفيت ثريا جبران في مثل هذا اليوم، عن عمر ناهز ال67 عاماً، بعد صراع مرير مع مرض السرطان.