قبل فضل شاكر.. نجوم وثقوا حياتهم ومسيرتهم بأفلام

لجأ عدد من الفنانين لتوثيق مسيرتهم من خلال تسجيلها في أفلام وثائقية، والتي تُمكّن الجمهور من التعرّف على الفنان من زاوية إنسانية وفنية عميقة، ففي كل لحظة نرى فيها النجوم يتألقون على المسرح أو تحت أضواء الكاميرات، قد نتساءل: ما الذي يقف وراء هذه النجومية؟  

وقد أصبحت الأعمال الوثائقية لتأريخ رحلة الفنانين هي الجسر الذي يربط الجمهور بالجانب الإنساني والعاطفي للنجوم، لتكشف لنا عن لحظاتهم الأكثر صدقًا وضعفًا.

نجوم وثقوا مسيرتهم الفنية بأفلام

هناك الكثير من النجوم الذين قاموا بتوثيق رحلتهم بسلسلة وثائقية، وهنا نستعرض أبرزهم:

فيلم "ما بقتش أخاف"

يُعد فيلم "ما بقتش أخاف" واحدًا من أبرز الأمثلة على التوثيق الفني المميز. الفيلم الذي يتناول قصة فرقة "مسار إجباري" يشكل نقلة نوعية في طريقة سرد القصص الفنية، إذ يسلط الضوء على 20 عامًا من تاريخ الفرقة الموسيقية التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة على الساحة الفنية.

وبأسلوب عفوي وصادق، يقدم الفيلم تفاصيل مشوقة حول بدايات الفرقة ومراحل تطورها وتحدياتها، مما يجعله وثيقة فنية وإنسانية تروي حياة هؤلاء الفنانين.

مسلسل "الحلم"

قدم الفنان عمرو دياب، في مسلسل "الحلم"، توثيقًا شاملًا لمسيرته الفنية والحياتية، إذ يُسلط الضوء في هذا العمل على تفاصيل حياته الشخصية والمهنية، ليُظهر عمرو دياب ليس فقط كفنان محبوب، بل كشخص عاش تحديات متعددة في حياته.

ويعكس المسلسل رحلة من النجاح والإخفاق، ويقدم للجمهور لحظات نادرة من حياته التي كانت مليئة بالتحديات والصعوبات.

فيلم "لا بأس"

الفنانة اللبنانية إليسا اختارت أن تُوثق تجربتها الإنسانية العميقة من خلال فيلم "لا بأس"، الذي يتناول معركتها مع مرض السرطان. هذا الوثائقي يكشف عن التحديات التي واجهتها إليسا في حياتها الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى رحلة العلاج التي خاضتها، مُظهرةً قوتها وإصرارها على التحدي. الفيلم يقدم لمحة عن الصعوبات التي واجهتها إليسا، ولكن أيضًا عن انتصاراتها الشخصية التي جعلت منها رمزًا من رموز القوة والإرادة.

سلسلة "يا غايب"

"يا غايب" هو وثائقي درامي عن السيرة الذاتية للفنان اللبناني فضل شاكر، الذي يتتبع مسيرته من طفولته في بيئة متواضعة إلى نجوميته في عالم الفن.

ويشهد الوثائقي عودته للظهور على الشاشة بعد غياب طويل، إذ يروي تفاصيل من حياته الشخصية والمهنية، ويكشف عن محطات حاسمة في مسيرته الفنية، أبرزها تعاقده مع أول شركة إنتاج والعقبات التي واجهها.

ويتوزع العمل بين خطين دراميين متوازيين: الأول يسلط الضوء على قصة صحفية تحاول كشف تفاصيل حياته، بينما الثاني يروي مراحل طفولته وبداياته في عالم الغناء.

 "يا غايب" بين الدراما والتوثيق الشخصي

يأخذ "يا غايب" الذي يعرض حاليا على منصة شاهد، شكلًا مميزًا يجمع بين الدراما والتوثيق الشخصي. حيث يتم تجسيد مراحل حياة فضل شاكر في مشاهد تمثيلية من خلال ثلاثة ممثلين مختلفين، في حين يروي فضل شاكر نفسه قصته الشخصية، مما يجعل العمل يقدم مزيجًا من الحقيقة والخيال.

وفي الحلقة الثالثة، التي حملت عنوان "ضحكت الدنيا"، يكشف فضل عن اللحظات الأكثر تأثيرًا في حياته، مثل الفترات الصعبة التي مر بها في طفولته، وتعرضه للألم بسبب ابتعاده عن أسرته.

الفيلم يكشف الكثير من التفاصيل حول مشوار حياة فضل شاكر ومسيرته الفنية، كما سيتضمن مشاهد تمثيلية تسلط الضوء على فترات مختلفة من حياته. في بعض هذه المشاهد، يؤدي أحد الأطفال دور الفنان في مرحلة الطفولة، في حين يجسد الممثل الأردني عماد المحتسب شخصية فضل شاكر في مرحلة الشباب، بالإضافة إلى مرحلة أخرى من مراحل حياته اللاحقة.

الأفلام الوثائقية تكشف الحقيقة وراء الشهرة

بينما يقدّم لنا عمرو دياب في "الحلم" لمحة عن مسيرته الفنية والشخصية، وتكشف إليسا في "لا بأس" عن معركتها مع السرطان، يأتي "يا غايب" لفضل شاكر و"ما بقتش أخاف" لفرقة "مسار إجباري" ليقدموا تجارب مختلفة تجمع بين الفن والإنسانية، تعكس هذه الأعمال جانبًا مختلفا للفنانين لم نعتد رؤيته، إذ إن الأفلام الوثائقية للنجوم ليست مجرد سرد للأحداث، بل هي رحلة في أعماق حياة الفنانين، تُظهر قوتهم وضعفهم، انتصاراتهم وإخفاقاتهم، وهي وسيلة لاكتشاف القصص الحقيقية وراء الأضواء.