في مثل هذا اليوم من العام 2006، رحلت الفنانة المصرية ماجدة الخطيب، التي أثرت الفن بإنجازاتها وصنعت خلال مسيرتها اسمًا لا يُنسى في السينما والدراما المصرية.
وقد كانت ماجدة الخطيب شخصية استثنائية، إذ تميزت بموهبتها وجرأتها في تقديم أدوار غير تقليدية، وأثبتت أن النجومية لا تُكتسب بسهولة، بل تأتي من صقل الموهبة وتحدي الصعاب، سواء في العمل أم الحياة الشخصية.
وُلدت ماجدة الخطيب في 2 أكتوبر/تشرين الأول 1943 في القاهرة، ونشأت في كنف أسرة مهتمة بالثقافة والفنون، إذ كان الفنان زكي رستم، خال والدتها، مصدر إلهام رئيسي لها.
ورغم هذا الدعم العائلي، اعتمدت ماجدة على موهبتها الفريدة في شق طريقها، وبدأت مشوارها الفني بالصدفة في فيلم "حب ودلع" العام 1959، لتثبت نفسها سريعًا عبر فيلم "لحن السعادة" (1960)، ما فتح أمامها أبواب السينما.
حققت ماجدة الخطيب نقلة نوعية في حياتها الفنية العام 1970 عندما قدمت أول بطولة مطلقة لها في فيلم "دلال المصرية" للمخرج حسن الإمام.
ولم يكن الفيلم مجرد محطة نجاح عابرة، بل كان شهادة ميلاد لنجمة استثنائية استطاعت أن تكون واحدة من أبرز نجمات جيلها بفضل أدائها المتقن وحضورها الآسر.
تميّزت مسيرة ماجدة الخطيب السينمائية بتنوع كبير، إذ قدمت العديد من الأدوار الرومانسية والكوميدية في أفلام مثل "نصف ساعة جواز" مع رشدي أباظة وشادية، إلى جانب أدوار جريئة مثل فيلم "زائر الفجر"، الذي أثار جدلاً واسعًا عند عرضه.
كما خاضت تجربة الإنتاج الذاتي بفيلم "امتثال"، مؤكدة قدرتها على تحمل مسؤولية العمل الفني من جوانبه كافة.
على الرغم من هيمنة السينما على مسيرتها، فإن ماجدة تركت بصمة مميزة في الدراما التلفزيونية، إذ شاركت في مسلسلات بارزة مثل "زيزينيا"، "ريا وسكينة"، و"حد السكين".
وكان آخر أعمالها الدرامية هو مسلسل "لا أحد ينام في الإسكندرية"، الذي عُرض قبل وفاتها بفترة قصيرة.
لم تكن حياة ماجدة الخطيب خالية من الأزمات، حيث تزوجت مرتين، الأولى من محمد رياض، أحد رجال الثورة، والثانية من رجل الأعمال مدحت الهواري، لكن كلا الزواجين انتهى بالفشل، ولم تُرزق بأطفال.
وكذلك واجهت مشكلات قانونية، أبرزها حادث سير تحت تأثير الكحول عام 1982 وقضية مخدرات عام 1985، ما أدى إلى سجنها لعدة سنوات، لتصبح حياتها مادة دسمة للإعلام.
حصدت ماجدة الخطيب العديد من الجوائز التي أكدت مكانتها الفنية، منها جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ عن فيلم "تفاحة" في مهرجان القاهرة السينمائي، وجائزة من المهرجان القومي للمسرح المصري عام 2006 عن دورها في مسرحية "أكرهك".
في 16 ديسمبر/كانون الأول 2006، رحلت ماجدة الخطيب عن عمر يناهز 63 عامًا بعد صراع مع التهاب رئوي حاد وفشل كلوي، وقد فارقت الحياة في أحد مستشفيات القاهرة، تاركة إرثًا فنيًا غنيًا وتجربة حياة لا تزال مثار اهتمام.