يصادف يوم السبت 25 يناير/كانون الثاني ذكرى ميلاد الفنان المصري صلاح عبد الله، الذي يُعد واحداً من أبرز الممثلين المصريين الذين برعوا في التنقل بين أدوار الكوميديا والتراجيديا، وحقق نجاحات باهرة على خشبة المسرح وفي شاشات السينما والتلفزيون.
وُلد صلاح عبد الله عام 1955 في حي بولاق أبو العلا، ثم انتقل إلى حي بولاق الدكرور؛ في البداية، لم يكن شغفه بالفن ظاهراً، حيث انصب تركيزه على الكتابة الشعرية السياسية والنشاط السياسي، فكان أمين شباب الحارة، في كل من حيّ بولاق الدكرور وحي الدقي.
لكن بعد التحاقه بكلية التجارة، بدأ اهتمامه بالمسرح الجامعي، ليؤسس فرقة "تحالف قوى الشعب العامل" ويقدم من خلالها أعمالاً مسرحية لاقت إشادة كبيرة.
انطلقت شهرة صلاح عبد الله بشكل حقيقي عندما قدمه المخرج شاكر عبد اللطيف في مسرحية "رابعة العدوية"، ثم واصل مشواره مع فرقة "ستوديو 80"، حيث شارك في أعمال هامة مثل "إنت حر" و"المهزوز".
لكن المسلسل الذي كان بداية انطلاقته الجماهيرية كان "سنبل بعد المليون" في عام 1987 مع محمد صبحي، الذي أظهر فيه قدراته الكوميدية المميزة.
يُعتبر مسلسل "ذئاب الجبل" عام 1993 من أبرز المحطات في حياة صلاح عبد الله، حيث وصفه في لقاء تلفزيوني مع الإعلامية منى الشاذلي بأنه كان سبباً في فتح أبواب جديدة له في عالم الدراما.
وأشار عبد الله إلى تأثير تلك التجربة في مسيرته، كما تحدث عن صداقته الطويلة مع الفنان علي الحجار، الذي شاركه في تتر المسلسل.
نجح صلاح عبد الله في التوفيق بين الكوميديا والتراجيديا، حيث قدم أدواراً تراجيدية مثل شخصية مصطفى النحاس في مسلسل "الملك فاروق" وشخصية فوزي الدالي في "الدالي".
وفي السينما، أبدع في أفلام مثل "مواطن ومخبر وحرامي"، و"دم الغزال"، مؤكداً براعته في تقديم أدوار معقدة وشريرة بأداء سلس وواقعي، لينال العديد من الألقاب؛ أبرزها "جوكر الدراما".
حصل صلاح عبد الله على العديد من الجوائز خلال مسيرته، أبرزها جائزة جمعية الفيلم عن دوره في فيلم "مواطن ومخبر وحرامي".
وأكد في تصريحاته أنه لم يسعَ أبداً لتحقيق البطولة المطلقة، بل كان يسعى دائماً لاختيار الأدوار ذات القيمة والجودة الفنية.
يُعد صلاح عبد الله من الفنانين الذين نجحوا في كسب قلوب الجمهور بفضل أدواره المتنوعة وطبيعته العفوية، حيث يرى في الفن رسالة تتجاوز حدود الشهرة، ويُعد مشواره الفني الطويل مثالاً على الإبداع المستمر والتجدد الفني.