أثار المسلسل التركي "ليلى؛ الحياة، العشق والعدالة" جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية والاجتماعية، حيث تباينت الآراء حول مدى مسوغات استخدام مشاهد العنف ضد الأطفال، خاصة بعد أيام من جريمة قتل الطفلة نارين غوران التي هزّت الرأي العام.
فبينما اعتبر البعض أن المسلسل، وهو من بطولة الممثلة جيمري بايسال وألبيرين دويماز، يحمل رسالة إنسانية مهمة للتوعية بمشكلة العنف ضد الأطفال، رأى آخرون أن صُنّاعه استغلوا مأساة حقيقية لتحقيق نسب مشاهدة عالية.
المسلسل الذي عُرضت أولى حلقاته الأربعاء، طالته انتقادات حادة بسبب مشاهد العنف ضد الطفلة "ليلى" على يد زوجة أبيها وعشيقها، ووصلت إلى حد المطالبة بإغلاق حساباته في منصات التواصل الاجتماعي.
وعبّر العديد من المتابعين عن استيائهم الشديد من توقيت عرض المسلسل، إذ جاء في تعليق إحدى مستخدمات منصة إكس "الآن بدأ عرض مسلسل بعنوان (ليلى) على التلفزيون، تمامًا بعد مأساة نارين. المسلسل دراما عن الأطفال، شاهدت لمدة 5 دقائق، وكان ذلك كافيًا. لن أشاهده مرة أخرى".
وقال مستخدم آخر منتقدًا توقيت عرض المسلسل "بدأ عرض مسلسل بعنوان "ليلى" على قناة @nowtvturkiye، لكن جاء بشكل ثقيل جدًا على قلوبنا بعد مأساة نارين. أتمنى لو تم تأجيله قليلاً! آه نارين آه!".
وأثارت جريمة قتل الطفلة نارين غوران (8 سنوات) مشاعر الحزن والغضب في تركيا، إذ عُثر عليها جثة بعد 19 يومًا من اختفائها بالقرب من مدينة ديار بكر، وقد بُترت قدمها وظهرت على جسدها كدمات عديدة.
ومع تقدم التحقيقات، توجهت الشكوك نحو عمها، بعد أن أظهرت نتائج الفحص تطابقًا بين حمضه النووي والعينات المأخوذة من ملابس الطفلة.
يذكر أن صنّاع المسلسل وضعوا رسالة توعوية للمشاهدين حول قضية العنف ضد الأطفال، جاء فيها "نحن جميعًا مسؤولون عن مكافحة كل أشكال الإساءة والعنف ضد الأطفال، والعمل على توفير بيئات آمنة تضمن لهم نموًا صحيًا وسليمًا."
وفي ختام الرسالة، تركوا التعبير المؤثر التالي "إلى كل الأطفال الذين انتُزعت حياتهم منا بطرق غير عادلة وقاسية".
ويروي المسلسل قصة "ليلى" (جيمري بايسال)، التي فقدت والدتها وهي طفلة صغيرة، وبقيت مع والدها الذي تزوج امرأة أخرى. بعد وفاة والدها، تُركت ليلى في مواجهة قاسية مع زوجة أبيها "نور"، التي أساءت معاملتها وألقت بها في الشارع. تكبر ليلى مع رغبة متأججة في الانتقام من "نور" لما عانته من قسوة واضطهاد.