في ليلة ساحرة من النسخة الرابعة لمهرجان الغناء بالفصحى، تألقت الفنانة المصرية مي فاروق في حفلة لا تُنسى على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، حيث أبدعت بصوتها الشجي وأدائها المميز الذي ألهب مشاعر الحضور.
كانت الأجواء في الرياض مفعمة بالحياة والأصالة، وتجاوزت مي فاروق التوقعات حينما غنت "قارئة الفنجان"، تلك الأغنية التي لطالما ارتبطت بصوت الراحل عبد الحليم حافظ. لكن مي فاروق، وبصوتها العذب، قدّمت الأغنية بجمالية ورقة جعلتها تسري في قلوب المستمعين كأنها تدغدغ الذكريات.
لم تكن "قارئة الفنجان" هي الوحيدة التي خطفت الأنظار، بل أبدعت مي فاروق أيضًا في تقديم "رباعيات الخيام"، وتحديدًا مقطع "فـكم تـوالى اللـيل بعد النهـار وطال بالأنـجم هذا المدار"، إذ أظهرت تفردًا في الأداء وتحكمًا رائعًا في نغمات صوتها، ما جعلها تسجل لحظة غنائية تضاف إلى سجلها الفني الطويل.
كما قدمت أداءً جبّارًا لقصيدة "مضناك"، فأشعلت الحفل بمشاعر فياضة عبر كل كلمة، وتفاعل الجمهور مع كل نغمة. وكان عرضها للأغنية الشهيرة "أعطني الناي وغني" من روائع الشعر العربي، بمرتبة رحلة عبر الزمن، استطاعت عبرها أن تعيد للأذهان لحظات من السحر والذوق الرفيع في الفن العربي الكلاسيكي.
مي فاروق، التي تتمتع بقدرة فائقة على التعبير عن عمق الشعر العربي بأدائها المرهف، قدّمت للحضور ليلة غنائية كانت مزيجًا من التقاليد الفنية والتجدد الصوتي. وعلى مسرح "#مهرجان_الغناء_بالفصحى"، أثبتت أنها واحدة من أبرز الأصوات التي تحافظ على جماليات الفن العربي الأصيل، مع مزجها بين الكلاسيكية والحداثة في آن واحد.