يصادف يوم الـ18 من نوفمبر ذكرى ميلاد الفنانة منى زكي، التي تعد إحدى أبرز نجمات السينما المصرية والعربية.
وكان ظهورها الأول في مسلسل "العائلة" عام 1994، ولكنها نالت شهرتها الحقيقية من خلال دورها في فيلم "أيام السادات" عام 2001، حيث قدمت أداءً مميزًا بجانب النجم أحمد زكي، وشكّل الفيلم نقطة انطلاق هامة في مسيرتها، حيث أسس لها قاعدة جماهيرية واسعة.
منى زكي ليست مجرد ممثلة بارعة، بل هي أيضًا منتجة وشخصية إعلامية لها حضور لافت، لقد أثبتت قدرتها على أداء الأدوار الدرامية والكوميدية على حد سواء، وقدمت مجموعة من الأعمال التي لاقت استحسان النقاد والجمهور، من بين أفلامها الشهيرة "تيمور وشفيقة"، و"ولاد العم"، و"من نظرة عين"، حيث قدمت أدواراً متنوعة تنم على قدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات بواقعية وبراعة. وكان آخرها فيلم "رحلة 404".
بالإضافة إلى نجاحاتها الفنية، تحظى منى زكي بحياة شخصية وأسرية مستقرة، حيث تزوجت بالممثل أحمد حلمي ولديهما أبناء. وتعتبر منى زكي رمزاً للفن الراقي في العالم العربي، ومن خلال أعمالها، تواصل إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين.
وولدت في القاهرة، وهي أصغر أخواتها. عمل والدها طبيبًا، بينما حازت والدتها على ماجستير في التربية الرياضية، وعملت في مدارس بورسعيد لفترة. كما عاشت معظم سنوات طفولتها متنقلة بين الكويت وإنجلترا والولايات المتحدة، بسبب عمل والدها.
ودرست الإعلام في قسم العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة.
بدأت التمثيل من خلال مسرح جامعة القاهرة، وكان أول عمل فني لها مسرحية بالعربي الفصيح مع الفنان محمد صبحي. وساهمت شهرتها في السينما بأفلام ظهرت في أواخر التسعينيات، في إطار ما عُرف بموجة أفلام الكوميديا.
وعملت على صياغة مفهوم السينما النظيفة أو سينما الأسرة، حيث حرصت على تقديم أدوار الفتاة ذات الوجه الملائكي البريء، مبتعدة عن الأدوار الحسية أو ذات الصفات الأخلاقية السلبية. فيما صنعت شعبيتها من خلال أداء شخصيات الفتيات من الطبقة المتوسطة أو الشعبية في مصر، ما زاد عدد معجبيها، خاصة بين شباب الطبقة الوسطى.
وأجمع سبعة أطباء متخصصين في التجميل على أنها "أجمل ممثلة مصرية". وشاركت أيضًا في فيديو كليب أغنية "ابن الأصول" مع الفنان نايف الزعبي عام 1997، وظهرت في إعلانات تلفزيونية مثل "صابون لوكس"، و"سيارات شيفروليه" مع زوجها الفنان أحمد حلمي، و"شامبو بانتين"، بالإضافة إلى مشاركتها في إعلان "رقائق البطاطا شيبسي" مع الفنان أحمد السقا.
بدأت العمل في السينما في منتصف تسعينيات القرن العشرين من خلال المشاركة في الأفلام الكوميدية التي كانت تنتج وقتها ومن بينها: صعيدي في الجامعة الأمريكية، والحب الأول، وليه خلتني أحبك، ومع مطلع الألفية صارت غالبية أدوارها أكثر تنوعًا، وتميل نحو الحس الدرامي، مثل أفلام سهر الليالي، ومن نظرة عين، واحكي يا شهرزاد.
لسنوات طويلة أراد البعض أن يحاصر منى زكي في نمط معين من الشخصيات، خاصة وأن بدايات الفنانة في دراما التسعينيات بأعمال مثل "الضوء الشارد" و"العائلة" وقدمت فيهما شخصية هادئة ومسالمة، ساعد ذلك على تكوين صورة نمطية عن الفنانة.
ملامح الفنانة الهادئة رسخت هذه الصورة عند قطاع كبير من الجمهور، لكن الفنانة رفضت هذا الحصار بعد سنوات من وضعها في قالب محدد، ففي "احكي يا شهرزاد"، للكاتب الكبير وحيد حامد، كسرت الفنانة النمط، وقدمت شخصية إعلامية جريئة في مواقفها.
كما غيّرت منى زكي من جلدها بشكلٍ جذري، من خلال أعمال درامية عدة، ومنها "لعبة نيوتن" مع الفنانين محمد ممدوح، وسيد رجب، ومحمد فراج، وهو العمل الذي عرض في رمضان 2021، وسلط الضوء على الكثير من القضايا والمشاكل بين الأزواج، ولعبت فيه منى زكي شخصية امرأة ضعيفة لا تستطيع أن تأخذ قرارتها بمفردها، حتى تتحول وتتمرد على ذلك في نهاية المطاف، من خلال حبكة درامية جذبت الجماهير على مدار 30 حلقة.
وفي العام 2023، قدمت دورًا مهمًا، من خلال مسلسل "تحت الوصاية"، الذي تحدت فيه نفسها، وكانت أمًا لطفلين، تقوم بإعالة طفليها، من خلال امتلاكها مركب صيد، وتعمل في توريد السمك والجمبري، ثم تواجه بضع مشاكل وخلافات في محيطها الأسري والعملي.