توفي اليوم الثلاثاء، المطرب المصري محمد رؤوف، صاحب الأغنية الشهيرة "اللي تعبنا سنين في هواه"، التي اشتهرت بصوت الفنان السوري جورج وسوف.
رحيل رؤوف أعلن عنه صديقه الكاتب الصحفي طاهر البهي بمنشور عبر حسابه في موقع فيسبوك، والذي أعرب عن صدمته جراء ذلك: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. الصديق المطرب الفنان محمد رؤوف في ذمة الله. صدمة ما بعدها صدمة الأخ الأكبر والصديق الصدوق".
اشتهر رؤوف خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي بعدما طرح أول ألبوم "لا لا ما تحبش تاني"؛ عام 1982، حيث حقق الألبوم نجاحاً كبيراً، وبعده انضم لفرقة "رضا" ليصبح مطرب الفرقة عام 1983.
"نجم الفرقة ومصباحها المضيء"
وفي نعيه له، وصف البهي صديقه الراحل بأنه "نجم فرقة رضا ومصباحها المضيء"، مؤكداً أنه لم يرَ منه إلا "دماثة الخلق"، وموضحاً أنه تحدّث إليه قبل وفاته، و"كعادته لم يشكُ، وأن كان الوهن قد غلّف نبرته".
وتابع البهي "أخبرته أنني استمع وأشاهد إبداعه بشكل يومي، واستعيد الأيام الرائعة بصحبته، فلم يبتسم كعادته بل انطلق يدعو لي".
واسترسل الناقد والمؤرخ الفني بالحديث عن صديقه الراحل: "اليوم أدعو له مخلصًا بالرحمة والمغفرة وأشهد الله أنني لم أر منه إلا الخير، وقد سافرنا معًا بصحبة فرقة رضا العريقة لأكون شاهداً على استقبال الأشقاء له، وهو نجم الفرقة ومصباحها المضيء لم أر منه إلا دماثة الخلق ووفاء نادرا لأسرته ورأيت السعادة على وجهه عندما جاء نجله لتحيتنا وهو قائد الطائرة الجسور يومها قال لي أن هذا هو استثماره وجائزته بعد مشوار مرهق من العمر".
واستكمل: "الذي روى لي أجزاء طويلة من حياته ووفائه النادر لأم ابنه رحمها الله وسط وجه مبلل بالدموع ثم حياته الهادئة مع السيدة زوجته الحالية التي اعتزلت من أجل أن ترعاه وتضلل على أسرتهما.. وقد اعتاد الصديق الغالي محمد رؤوف أن تكون رسائله لي صوتية حتى أشعر بدفء مشاعره وهي رسائل لم تنقطع حتى قبيل رحيله بأيام.. يااااه على الوجع يا رقيق المشاعر وذهبي الحنجرة.. إلى جنات ونعيم يا صديقي".
أغنية "اللي تعبنا سنين في هواه"
بحسب تقارير محلية، فإن أغنية "اللي تعبنا سنين في هواه" تحمل قصة غريبة بعض الشيء، فبعدما كتبها المؤلف سعيد يوسف، لحّنها شاكر الموجي، وأعطاها آنذاك لزميل دراسته الذي رحل عن عالمنا اليوم محمد رؤوف، فكان أول من غناها بصوته.
لاحقاً، هاجر الموجي إلى العاصمة الفرنسية، باريس، وهناك التقى بسلطان الطرب، جورج وسوف وكان في ريعان شبابه يغني لأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، فأُعجب بصوته فمنحه أغنية "اللي تعبنا سنين في هواه"، ليضمها إلى أول ألبوماته.
بعد الانتشار الواسع الذي حققته الأغنية بصوت الشاب آنذاك، جورج وسوف، أصبحت مطمعاً لكبريات المطربات في مصر، فغنتها المطربة فاتن فريد، وكذلك الفنانة ليلى جمال التي قامت بأدائها في أكثر من حفل غنائي.
موقف لا يُنسى
وفي حوار سابق مع صحيفة الوطن المحلية، تحدث رؤوف عن قصة الأغنية، حيث روى أنه استمع إليها لأول مرة أثناء خدمته العسكرية عام 1977، ولكنه لم يسجّلها بصوته إلا بعد سنوات، وحققت نجاحاً ساحقاً "لدرجة أنه أصبح لا يغنيها بسبب أن الجميع يتسابق على غنائها".
وأضاف "بعد فترة وجدت جورج وسوف يشدو بها فغضبت وأبلغت النقابة لكي أوقف هذا الأمر، فعلمت أن شاكر الموجي قد أعطاها لجورج لكي يغنيها بشكل رسمي، وللأمانة لا أنسى احترام وتقدير جورج لي حينما قابلته في أميركا في ولاية نيويورك، حيث كنت متعاقداً على إحياء حفل هناك وذهبت لحضور حفل لجورج في نفس الولاية والجمهور هناك طلب منه غناء الأغنية، فما كان منه إلا أن طلب مني الصعود على المسرح لأغنيها، وقال للجمهور إنني صاحب الأغنية الأصلي".