تستمر ظاهرة انتقال الفن من جيل إلى جيل في عالم الموسيقى والغناء، حيث يواصل أبناء كبار المطربين السير على درب آبائهم، ويثبتون جدارتهم في الساحة الفنية.
هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها تأخذ طابعاً خاصاً عند الإشارة إلى أبناء المطربين الذين ورثوا عن آبائهم موهبة الصوت والجمال الفني.
وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على عدد من أبرز أبناء المطربين الذين دخلوا عالم الغناء، وحققوا نجاحات لافتة.
انتهى الفنان الشاب أحمد خالد عجاج من تسجيل ألبومه الأول بعنوان "عيب عليك"، ويستعد لطرحه قريباً.
والدعم الكبير الذي يقدمه له والده، النجم خالد عجاج، يعد من العوامل الرئيسة في نجاحه، حيث كان دائماً إلى جانبه في الاستوديو، مقدماً له النصائح القيمة.
ويضم الألبوم مجموعة من الأغاني التي تعاون فيها مع كبار الشعراء والملحنين مثل وائل دياب وحسين زكريا. وعلى الرغم من كونه في بداية مشواره الفني، إلا أن أحمد أثبت أنه على قدر المسؤولية وحمل راية والده الفنية.
بعد ظهوره الأول في ألبوم "الطيب أحسن" عام 2003، أثبت محمد عدوية، ابن الفنان أحمد عدوية، أن لديه أسلوباً مميزاً يختلف عن والده.
واستمر في تقديم ألبومات وسينجلات متعددة، وأحدث نجاحاً كبيراً بأغنيته "سبع صنايع" التي تضمنها تتر مسلسل "عمر ودياب".
كما نجح وتمكن من تقديم أسلوب حديث، يمزج بين التراث والأصالة، مع الحفاظ على الطابع الشعبي الذي اشتهر به والده.
ورث الفنان هاني الأسمر عن والده الراحل حسن الأسمر حب الأغنية الشعبية، وقد بدأ حياته الفنية بدعمه وتشجيعه. لم يتوقف عند التقليد بل نجح في تقديم أعمال خاصة به، سواء من خلال إعادة غناء أغاني والده أو من خلال أغانٍ جديدة له. كما شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، مثل فيلم "شارع محمد علي" ومسلسل "ولاد إمبابة"؛ ما أضاف إلى رصيده الفني.
أمّا شيماء الشايب، ابنة الفنانة فاطمة عيد، فورثت الموهبة من والدتها، وأصبحت واحداً من الأسماء اللامعة في الساحة الغنائية.
وقدمت أعمالاً متنوعة شملت ألبومات وسينجلات متعددة، وقدمت دويتو غنائياً جمعها بالمطرب الهندي العالمي شاروخان.
ابنة المطربة نادية مصطفى، فيروز أركان، اختارت أن تبدأ مشوارها الفني في العام الحالي من خلال ألبومها الأول بعنوان "بينك وبيني".
والتعاون مع الملحن والموزع الموسيقي عزيز الشافعي، أثمر عن ألبوم حقق صدى جيداً في الساحة الفنية؛ ما يفتح لها أبواب النجاح بشكل كبير.
ابن المطرب الشعبي الراحل شعبان عبد الرحيم، عدوية، الذي قدم مجموعة من الأغنيات المتنوعة، بدأ حياته الفنية في عالم الغناء بقدراته الخاصة.
وقدم أغنيات ناجحة مثل "إثيوبيا عايزة إيه" و"غابت شمس" والتي لاقت إعجاباً كبيراً من الجمهور.
ورث الوليد عاصي الحلاني عن والده الفنان عاصي الحلاني ليس فقط الموهبة الغنائية ولكن أيضاً التواضع وحب الجمهور. أطلق مؤخراً فيديو كليب أغنيته "يا هلا" باللهجة البيضاء، التي لاقت إعجاباً واسعاً بفضل كلماتها وألحانها المميزة. قدم الوليد نفسه كفنان ذي أسلوب خاص يواصل به مسيرة والده الفنية.
أحمد ثروت، ابن الفنان محمد ثروت، دخل عالم الغناء من خلال أغنيته الأولى "وجودك فارق"، التي حققت أكثر من مليوني مشاهدة على يوتيوب. واستطاع أحمد أن يلفت الأنظار بموهبته الفريدة وتقديمه لأغنيات تحاكي الجمهور الحالي، وتواكب تطور الساحة الفنية.
تُشكل ظاهرة "الوراثة الفنية" سمة بارزة في عالم الغناء والموسيقى، حيث يسير أبناء المطربين على الدرب نفسه الذي مشى عليه آباؤهم؛ ما يضمن استمرارية الفن الأصيل.
هؤلاء الفنانون الجدد يثبتون أن الموهبة لا تقتصر على الجينات، بل على الإرادة والتفاني في العمل، مع الحفاظ على إرث الآباء وإضافة لمساتهم الخاصة.