شغلت الأزمة الصحية للسيناريست المصري بشير الديك الجمهور، بعد تدهور حالته إثر دخوله المستشفى، بعد تدهور حالته الصحية مجددًا، حيث تم نقله إلى وحدة العناية المركزة إثر تراجع ملحوظ في حالته التي بدأت في التحسن قبل أسابيع قليلة.
بشير الديك.. أبرز كتاب السيناريو العرب
يعد الكاتب بشير الديك، أحد أبرز الأسماء في مجال كتابة السيناريو في مصر والوطن العربي، حيث ترك بصمته الواضحة على صناعة السينما من خلال أعماله المبدعة التي تعكس الواقع الاجتماعي بتفاصيل دقيقة وحبكة فنية متقنة. واشتهر الديك بقدرته على تسليط الضوء على شخصيات من الشارع المصري، وما يواجهونه من تحديات وصراعات مع الحياة.
وولد بشير الديك في 27 يوليو 1944، ليصبح أحد أبرز الكتاب والمخرجين الذين ساهموا في تطوير السينما المصرية في الفترة من السبعينات وحتى التسعينات. حيث استمتع بقدرة فائقة على تقديم قصص تتسم بالواقعية والعمق الإنساني؛ ما جعله أحد أهم الأسماء في جيله.
بشير الديك.. البداية الفنية والنجاح المبكر
كانت انطلاقة السيناريست الديك في عالم الكتابة السينمائية العام 1979، من خلال فيلم "مع سبق الإصرار"، الذي كتب قصته بالتعاون مع المخرج أشرف فهمي، وشارك في بطولته: محمود ياسين، ونور الشريف، وميرفت أمين، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا؛ ما جعله من أوائل العلامات الفارقة في مسيرته.
توالت أعماله الناجحة بعد ذلك، حيث تعاون مع العديد من المخرجين البارزين، مثل: محمد خان، وعاطف الطيب، وقدم سيناريوهات أفلام تُعد من أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية، ومن أبرزها: "الحريف" مع المخرج محمد خان من بطولة عادل إمام، و"سواق الأتوبيس" و"ضربة معلم" مع المخرج عاطف الطيب. وقد نالت هذه الأعمال إشادة واسعة من النقاد والجمهور بسبب تقديمها لشخصيات معقدة ومؤثرة، وتناولها قضايا اجتماعية هامة.
ثنائية بشير الديك مع نور الشريف
يعد التعاون بين بشير الديك والفنان نور الشريف من أهم الثنائيات السينمائية في مصر. فقد قدم بشير الديك العديد من الأعمال الناجحة التي أسهمت في إبراز موهبة الشريف بشكل لافت، ومن أبرز هذه الأعمال فيلم "سواق الأتوبيس" الذي أُنتج العام 1982. ويجسد الفيلم شخصية سائق الأتوبيس الذي يعود منتصرًا من جبهة حرب 1973، ليواجه تحديات الحياة في المجتمع المصري، ليصبح من الأفلام التي حققت شهرة واسعة بفضل حبكته الفائقة وأدائه المتميز من نور الشريف.
وصف بشير الديك نور الشريف، بأنه "رجل مثقف ورجل سينما من الطراز الأول"، مشيرًا إلى التزامه الكامل بتقديم أفضل شكل خارجي للشخصية، وهو ما كان أحد العوامل الرئيسة التي ساهمت في نجاح أفلامهما المشتركة.
كما تميزت مسيرة بشير الديك بتعاونه مع كبار المخرجين، مثل: عاطف الطيب، ومحمد خان، الذي قدم معهما العديد من الأعمال المتميزة التي حققت شهرة واسعة، فتعاون مع الطيب في أفلام مثل: "ناجي العلي"، و"ليلة ساخنة". كما كتب تعاون مع محمد خان، في أفلام عدة، مثل: "الرغبة"، و"موعد على العشاء". وحققت هذه الأعمال نقلة نوعية في السينما المصرية بتقديم شخصيات حية وواقعية تتحدث عن مشكلات المجتمع وهمومه.
بشير الديك.. مخرج أفلام سينمائية أيضا
إلى جانب عمله ككاتب سيناريو، قام بشير الديك بإخراج عدد من الأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا. ومن أبرز هذه الأفلام: "الطوفان" الذي شارك في بطولته محمود عبد العزيز، وفاروق الفيشاوي، وفيلم "سكة سفر" الذي جمع بين نور الشريف ونورا وعدد من النجوم البارزين.
ظل بشير الديك طوال مسيرته أحد الأسماء اللامعة في عالم السينما، حيث أسهم في صناعة أفلام شكلت جزءًا هامًا من تاريخ الفن السابع في مصر. تميز بقدرته على تناول القضايا الاجتماعية والإنسانية بشكل يعكس الواقع المصري بكل تفاصيله وتحدياته، وأصبح من المؤثرين في السينما المصرية والعربية.
ويبقى بشير الديك أحد أعمدة السينما المصرية، ويمثل إرثه الفني مرجعًا هامًا لمن يتطلع لفهم كيفية تطور الكتابة السينمائية في مصر، وما تشكله من أدوات فنية تؤثر في الفكر والثقافة الجماهيرية.
