عندما يتعلق الأمر بالمشاهير المفضلين لدينا، غالبًا لا نعرف ما يحدث خلف الكواليس والصور الدعائية اللامعة، يكفي القول إن الحياة ليست براقة كما تجعلنا الصور نعتقد.
وفي الحديث عن الصحة العقلية والاضطرابات النفسية، ينضم المزيد من المشاهير للحديث عن كيفية تأثير المرض العقلي على حياتهم.
وعندما يكشف الأفراد المعروفون عن تعاملهم مع المرض العقلي، فإنه لا يساعد فقط في رفع الوعي، بل يساعد أيضًا الآخرين الذين يعيشون مع تحديات مماثلة على إدراك أنهم ليسوا وحدهم.
إليك قائمة بـ7 نساء شاركن قصصهن، وأحرزن خطوات كبيرة للمساعدة على إنهاء وصمة المرض.
كريستن بيل.. تواجه الاكتئاب والقلق
على الرغم من نجاحها المذهل كممثلة كوميدية في هوليوود، واجهت كريستن بيل تحديات صعبة في حياتها الشخصية تمثلت في معركتها ضد الاكتئاب والقلق.
ولم تتردد بيل في مشاركة تجاربها مع الاضطرابات النفسية، من خلال كتابة مقال مؤثر لمجلة Motto، وهي منصة من محرري مجلة تايم الشهيرة.
وتناولت كلماتها عناوين الصحف العالمية، وساهمت في كسر حاجز الصمت المحيط بالصحة العقلية، وأظهرت كيف يمكن أن يتخذ المرض العقلي أشكالًا متنوعة.
وقالت بيل في مقالها "إن وصمة العار المرتبطة بقضايا الصحة العقلية قوية للغاية، ولا أفهم سبب ذلك. لا يميز القلق والاكتئاب ضد أصحاب الإنجازات أو الجوائز، ويمكن أن يُصيب أي شخص بصرف النظر عن مستوى نجاحه أو مكانته الاجتماعية".
وتابعت "من المحتمل أن تعرف شخصًا يعاني من هذه الأمراض، حيث يمر ما يقرب من 20% من البالغين في الولايات المتحدة بنوع من أشكال الأمراض العقلية خلال حياتهم، فلماذا لا نتحدث عن ذلك؟".
هايدن بانيتيري.. تواجه اكتئاب ما بعد الولادة
برزت الممثلة هايدن بانيتيري كشخصية رائدة وناطقة غير رسمية عن اكتئاب ما بعد الولادة بعد عشرة أشهر من ولادة ابنتها كايا، كشفت بانيتيري عن تلقيها العلاج لمواجهة هذا المرض.
وفي شرحها لقرارها بالحديث علنًا عن تجربتها، قالت بانيتيري لمجلة Self "كنت دائمًا خائفة من رفض الناس لي، لقد حان الوقت، ولم أعد أستطيع العيش في خوف، لقد سئمت من الخوف من أحكام الناس؛ لذلك سأضع كل شيء على الطاولة، ولن أهتم بما سيقولونه".
كاثرين زيتا جونز.. في مواجهة اضطراب ثنائي القطب
كشفت الممثلة كاثرين زيتا جونز، التي اشتهرت بدورها المميز في فيلم "قناع زورو" وحصولها على جائزة الأوسكار عن فيلم "شيكاغو"، عن إصابتها باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.
وخضعت جونز للعلاج من هذا الاضطراب بشكل دوري للحفاظ على صحتها العقلية.
وفي العام 2011، بدأت كاثرين رحلتها مع العلاج لأول مرة، وصرح مندوبها الصحفي لمجلة "تايم"، بأن ذلك كان لمساعدتها على التعامل مع ضغوط تلك الفترة، بما في ذلك إصابة زوجها مايكل دوجلاس بسرطان الحلق.
وكجزء من حرصها على صحتها، عادت جونز للعلاج والرعاية من الاضطراب في عامي 2013 و 2016.
سيمون بايلز... تواجه اضطراب ADHD
في حادثة أثارت إعجاب الكثيرين، زادت لاعبة الجمباز الأولمبية سيمون بايلز من شعبيتها ومكانتها كرمز ملهم، وذلك بعد أن واجهت موقفًا محرجًا ناتجًا عن تسريب سجلها الطبي على يد متسلل.
وبدلًا من الشعور بالخجل، اتخذت بايلز خطوة جريئة، ونشرت تغريدة على تويتر كشفت فيها عن إصابتها باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) وتناولها الأدوية المُعالجة له منذ طفولتها.
وكتبت سيمون في التغريدة "لا عيب في الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD وتناول الدواء، وليس هناك ما يدعو للخجل من إخبار الناس بذلك".
وحوّلت بايلز الموقف إلى فرصة لنشر الوعي حول اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ودعم الأشخاص الذين يعانونه.
وأكَّدت بايلز في تغريدتها التزامها التام بقواعد اللعب النظيف، مُشدّدة على أن استخدامها للأدوية المُعالِجة لا يتعارض مع قيم الرياضة النظيفة.
ديمي لوفاتو.. تنتصر في معركة الصحة العقلية
كشفت ديمي لوفاتو، نجمة ديزني السابقة والمغنية العالمية الشهيرة، عن صراعها مع الأمراض العقلية منذ صغرها.
ففي مقابلة مع مجلة Elle، صرّحت لوفاتو بأنها بدأت تعاني أفكاراً انتحارية في سن السابعة، وعانت في مرحلة المراهقة من اضطرابات الأكل والأذى الذاتي وتعاطي المخدرات.
وتم تشخيص لوفاتو لاحقًا باضطراب ثنائي القطب، ولم تستسلم لمرضها، بل خاضت رحلة علاجية شاقة شملت دخولها مصحات إعادة التأهيل.
وتُعدّ لوفاتو حاليًا من أبرز المدافعين عن الصحة العقلية، إذ تشغل منصب زعيمة مبادرة "Speak Up for Mental"، وتسعى لكسر حاجز الصمت حول الأمراض العقلية وتشجيع الناس في جميع أنحاء العالم على التحدث علنًا عن تجاربهم.
وفي رسالة دعم قوية لمن يعانون أمراضًا عقلية، قالت لوفاتو على موقع Be Vocal الإلكتروني "إذا كنت تعاني اليوم من حالة صحية عقلية، فقد لا تتمكن من رؤيتها بوضوح فورًا، لكن من فضلك لا تستسلم، يمكن أن تتحسن الأمور. أنت تستحق المزيد وهناك أشخاص يمكنهم المساعدة وطلب المساعدة هو علامة على القوة".
كاري فيشر... رمز للصمود في مواجهة الاضطراب
لم تقتصر إنجازات كاري فيشر على دورها الأيقوني كالأميرة ليا على الشاشة، بل تركت بصمة لا تُمحى في مجال الصحة العقلية أيضًا.
فقد تم تشخيص فيشر بالاضطراب ثنائي القطب في سن الرابعة والعشرين، ولم تتردد في استخدام شهرتها للتحدث علنًا عن معركتها مع هذا الاضطراب، ونشر الوعي حوله، وكسر وصمة العار المرتبطة به.
وكتبت فيشر في عمودها الخاص بصحيفة الجارديان: "لقد أُصبنا بمرض صعب، وليس هناك خيار آخر سوى مواجهة تلك التحديات، فكروا فيه كفرصة لتكونوا أبطالاً - ليس بأسلوب النجاة من العيش في الحرب أثناء هجوم، بل البقاء على قيد الحياة. فرصة لتكون قدوةً لأولئك الذين قد يشاركوننا اضطرابنا".
وبعد وفاتها، واصلت فيشر إلهامنا حتى بعد رحيلها، عندما وُضِع رمادها في جرة تشبه حبة دواء عملاقة، لتصبح رمزًا لا يُنسى للصمود في مواجهة الاضطرابات النفسية.
غلين كلوز... المدافعة
لم تقتصر إنجازات الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار ست مرات، غلين كلوز على التمثيل، بل امتدت لتشمل مجال الصحة العقلية، إذ أصبحت مدافعةً قوية عن إنهاء وصمة العار المحيطة بالأمراض النفسية.
ولا يتطلب الأمر دائمًا أن يكون الشخص مصابًا بمرض عقلي ليكون مدافعًا عن القضية، فقد دفعت قصة شقيقة غلين جيسي كلوز، التي شُخِّصَت بالاضطراب ثنائي القطب، وابن أخيها كالين، الذي تم تشخيصه بـاضطراب الفصام، إلى استخدام منصتها للترويج لحوار مفتوح حول الصحة العقلية.
وفي العام 2010، أسست عائلة كلوز منظمة غير ربحية تُدعى (Bring Change 2 Mind)، وسعت هذه المنظمة منذ نشأتها إلى تطوير برامج توعوية، وبرامج أخرى تُنفذ على مستوى الجامعات والمدارس الثانوية.
وفي مقابلة مع مجلة كونشوس حول أهمية مساعدة الأشخاص الذين يعانون أمراضاً عقلية، قالت غلين كلوز "في النهاية، يجب على مجتمعنا (ككل) أن يدرك ثروة المواهب الموجودة في المجتمع الذي يعيش مع مرض عقلي، وبالتالي، يجب على مجتمعنا أن يستثمر في هؤلاء الأشخاص - وليس تجاهلهم".