يُعد عبدالله العامر أحد أبرز الفنانين السعوديين، إذ قدّم أعمالًا درامية ومسرحية وموسيقية تركت بصمة واضحة في الساحة الفنية السعودية. وفي حوار حصري لموقع "فوشيا"، تحدث العامر عن مسيرته الفنية وتجربته الإعلامية ورؤيته لمستقبل الدراما والسينما في المملكة.
في هذا اللقاء، شاركنا العامر شعوره تجاه انتمائه لوطنه، وكشف عن مشاريعه الفنية المقبلة، وعن آرائه حول مستوى الدراما والسينما السعودية، بالإضافة إلى تأثير المستشار تركي آل الشيخ على المشهد الثقافي والفني في المملكة، مثلما تطرق إلى تفاصيل مشروعه الجديد.
ما شعورك تجاه انتمائك للمملكة العربية السعودية؟
أنا مواطن سعودي فخور بانتمائي لوطني. لقد حبا الله هذه الأرض وشعبها بالعديد من النعم، وأنا ممتن لكوني جزءًا من هذا المجتمع العريق. وعملتُ طوال مسيرتي الفنية على تقديم أعمال درامية ومسرحية وموسيقية هادفة، تسعى إلى إبراز ثقافة السعودية وتاريخها العريق، وحرصتُ على المشاركة في العديد من المشاريع الإدارية التي تهدف إلى دعم الإبداع السعودي والعربي.
ما مشاريعك الفنية الجديدة؟
يسعدني أن أُعلن عن إنجاز مركز "المبدعون" لعملين دراميينِ جديدينِ، هما "الأيام الجديدة" و"وقت العائلة"، وقد انتهينا من إعداد هذين العملينِ، وهما جاهزان الآن للإنتاج، ونُحضّر حاليًّا فعاليات "اليوم الوطني السعودي 94".
كيف ترى مستوى الدراما والسينما السعودية في هذه الآونة؟
الدراما السعودية تمر بمرحلة من التفاوت، فنرى أعمالًا مميزة حقًا تُقدم محتوى هادفًا بجودة عالية، في المقابل نرى أعمالًا أخرى تفتقر إلى المستوى نفسه. ويُعدّ وجود ممثلين موهوبين يتمتعون بخبرة واسعة من أهم عوامل نجاح أي عمل درامي، وللأسف، ما زالت الساحة الفنية السعودية تفتقر إلى عدد كافٍ من الممثلين الذين يرقون إلى مستوى العالمية.
ونلاحظ تكرارًا ملحوظًا في الأفكار المطروحة في الأعمال الدرامية السعودية، وتسيطر بعض الشركات والعقول المنتجة على سوق الإنتاج الدرامي، أما السينما السعودية، فقد شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوّرًا ملحوظًا، ونرى أن تقديم المحتوى السعودي المميز طريقنا للعالمية.
ماذا حققت من رئاستك للمهرجان العربي للإعلام السياحي؟
بفضل الله وبدعم الزملاء، حققنا في المهرجان العربي للإعلام السياحي العديد من الأهداف، ولكنها ليست كل ما نطمح إليه؛ فالإعلام السياحي يؤدي دورًا مهمًا في تسويق إبداعات الإنسان والمكان، خاصة أن السياحة تُعدّ مصدر دخل رئيسًا لعدد كبير من الدول، وتنميتها تتطلب دعمًا قويًا من خلال الذراع الإعلامية.
ومن هذا المنطلق، سعينا خلال رئاستي للمهرجان إلى تحقيق جملة من الأهداف، شملت تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية وإقامة دورتينِ للمهرجان، الأولى في القاهرة والثانية في السعودية، وتكريم المبدعين في مجال الإعلام السياحي، ونُدرك تمامًا أن ما حققناه هو مجرد خطوة على طريق التميز، ونطمح للمزيد من الإنجازات في المستقبل.
هل سنرى قريبًا مشروعًا فنيًا مشتركًا بين السعودية والإمارات؟
نسعى جاهدين لتقديم عمل درامي سعودي إماراتي يليق بمكانة البلدين الشقيقين، ونؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ التعاون مع الإمارات- أقرب بلد لنا ثقافيًّا وفنيًّا- هو طريق النجاح والإبداع.
لستُ غريبًا على العمل مع فنانين إماراتيين مميزين، فقد سبق أن شاركتُ معهم في أعمال ناجحة عُرِضت على قنوات إماراتية، ونمتلك حاليًّا دراسات ومقترحات لتقديم برامج مشتركة مع أشقائنا في الإمارات.
مصر رائدة الفن العربي منذ عقود، هل تعتقد أن المملكة باتت منافسًا لها الآن؟
لا شك أن مصر رائدة الفن العربي تاريخيًّا، ولديها رصيد ضخم من الأعمال السينمائية والدرامية المتميزة، ومدينة الإنتاج الضخمة ساعدت على تعزيز هذه الريادة، لكن المملكة شهدت في السنوات الأخيرة نهضة ثقافية وفنية غير مسبوقة، حتى باتت رائدة في الموسيقى وبرامج الترفيه.
برأيك.. ما المشروع الكبير الذي يحتاجه السعوديون لضم نخبة كبيرة من المواهب؟
أعتقد أن هذا المشروع قد بدأ بالفعل، بتوجيهات سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، وبقيادة عرّاب الإبداع معالي المستشار تركي آل الشيخ الذي يملك رؤية ثاقبة ولديه اهتمام كبير بدعم المواهب السعودية في مختلف المجالات، ولديه إصرار على أن تصل الدراما والسينما والموسيقى والإبداع السعودي إلى العالمية، وفي مركز متقدم.
كيف ترى تأثير المستشار تركي آل الشيخ في مختلف المجالات بالمملكة؟
لقد أحدث معالي المستشار تركي آل الشيخ نقلة نوعية على المستويات كافة في المملكة بدءًا من الترفيه والثقافة، مرورًا بالرياضة، ووصولًا إلى دعم المواهب وتعزيز الإبداع، فهو رجل طموح لا يهدأ، يسعى دائمًا للارتقاء بالمملكة إلى أعلى المراتب.
وتُشكل رؤية المملكة 2030 خارطة طريق واضحة لمستقبل المملكة، وهي رؤية طموحة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة مركزًا إقليميًّا وعالميًّا رائدًا في مختلف المجالات، وتشمل هذه الخطط تطوير البنية التحتية، وتعزيز الاستثمار، وتنمية وتطوير المواهب السعودية، وخلق بيئة جاذبة للابتكار والإبداع.
ويُعد معالي المستشار تركي آل الشيخ الداعم الكبير للإبداع والمبدعين السعوديين في مختلف المجالات، فقد أطلق العديد من المبادرات والبرامج التي تسهم في اكتشاف المواهب وتطويرها، ودعمها للوصول إلى العالمية، ويسعى جاهدًا لدمج الفعاليات السعودية مع الفعاليات العالمية، مما يُسهم في تسويق المملكة وجهةً ثقافية وسياحية رائدة.
وأود أن أشكر معالي المستشار تركي آل الشيخ لجهوده الكبيرة ومساهماته القيّمة في تطوير السعودية، فهو رجل استثنائي، يتمتع بذكاء فذ ورؤية ثاقبة، وإخلاص كبير لوطنه. وأنا على ثقة بأن المملكة ستحقق المزيد من الإنجازات والتقدم بفضل قيادته الحكيمة.
كيف ترى موسم الرياض وما البصمة التي حققها؟
تجاوز موسم الرياض حدود الرياض والسعودية والوطن العربي ليصبح موسمًا عالميًّا بكل المقاييس. إنه موسم سوق السعودية ورؤيتها وفنونها، وهو أيضًا سوق للفن والفنان العربي.
أعتقد أن معالي المستشار وفريقه المبدع نجحوا بامتياز في تحقيق هذا الإنجاز، مما جعل موسم الرياض أحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية على مستوى العالم.
حدثنا عن تجربتك الإعلامية، كيف تراها؟
تجربتي الإعلامية كانت مثيرة للغاية لي ولأسرتي الصغيرة والكبيرة، على الرغم من المتاعب والمصاعب التي واجهتها، لكن النجاح ورضا الجمهور ينسيانك كل التعب. إنها تجربة أعتز بها كثيرًا، والحمد لله، قدّمتُ أعمالًا -ممثلًا وصانعًا للمحتوى ومنتجًا- وأشعر بفخر كبير بهذه الإنجازات.
كيف ترى الفنان محمد عبده وما صحة ما قِيل عن مهاجمتك له؟
لا صحة إطلاقا لما قِيل عن مهاجمتي للفنان محمد عبده. بل على العكس، أكنّ له كل التقدير والاحترام، فهو فنان استثنائي شكَّل مع صوت الأرض طلال مداح صوت الأغنية الخليجية وشكلها، وأصبحا ركنًا من أركان الأغنية العربية.
يكفي محمد عبده لقب "فنان العرب"، فهو فخر العرب موسيقيًّا، وأحد أهم الأصوات التي أثرت الساحة الفنية العربية على مدار عقود.
ما الانفراد الذي سيعطيه عبدالله العامر لموقع فوشيا؟
أولًا، أتمنى لموقع فوشيا التقدم والنجاح، وسأقدم مشروعًا إعلاميًّا جميلًا بعنوان "الريف الخليجي"، ونحاول من خلال هذا المشروع إقناع أصحاب المدن والمقيمين فيها بتركها والانتقال إلى الريف إذا كانوا يرغبون في حياة أطول مليئة بالسعادة، وأجساد تتمتع بالصحة والعافية.