صرّح المتحدث الرسمي لنقابة المهن الموسيقية المصرية محمد عبدالله، أن قانون النقابات الفنية يحدد بوضوح الإجراءات القانونية المتعلقة بالتحقيق مع الأعضاء العاملين في النقابة، باعتبار أن شيرين عبد الوهاب عضو عامل بالنقابة وفقًا للمادة 63 من القانون.
وكانت النقابة برئاسة الفنان مصطفى كامل أصدرت بيانًا صحفيًا، اتهمت فيه شيرين عبد الوهاب بالعبث والاستهتار بوفاة الملحن الراحل محمد رحيم، أثناء حفلها في دولة الكويت مؤخرًا.
وكان الموقف الذي أثار الجدل هو طلب شيرين من جمهورها خلال الحفل قراءة الفاتحة لروح الملحن الراحل محمد رحيم، ولكنها أخطأت في العبارة، وقالت: "سيئة جارية" بدلاً من "حسنة جارية".
وقال عبدالله إن اللجنة المسؤولة عن التحقيق تتكون من عضوين من مجلس إدارة النقابة يتم اختيارهما عن طريق المجلس، بالإضافة إلى عضو من مجلس الدولة بدرجة نائب على الأقل يُعَيَّن من قبل رئيس مجلس الدولة.
بعد انتهاء التحقيق، تُعرض نتائجه على مجلس إدارة النقابة الذي يقرر إما حفظ التحقيق أو إحالة القضية إلى مجلس التأديب. وفي حال الإحالة، يختار مجلس التأديب العقوبة المناسبة وفقًا للمادة 62 من القانون، بما يتناسب مع جسامة الفعل المرتكب.
العقوبات التي من الممكن فرضها:
وأكد عبدالله أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق العدالة والشفافية في التعامل مع المخالفات داخل النقابة، مع مراعاة حقوق الأعضاء وتطبيق القوانين المنظمة بشكل عادل وحازم.
وحتى الآن لم يُحَدَّد موعد التحقيق تنفيذا لقرار الإحالة إلى التحقيق الذي صدر من النقيب العام ومجلس الإدارة.
قال النقيب مصطفى كامل في البيان الصحفي: على مدار يومين كاملين، وأنا أُشاهد فيديو الفنانة شيرين عبد الوهاب خلال حفلتها بدولة الكويت الشقيقة والحبيبة، وحكَّمت العقل والقلب كثيرًا فيما قيل على لسانها صوتا وصورة أمام الجمهور والفرقة الموسيقية والكاميرات. لكن هذه المرة غلبني صوت العقل وغلب إحساسي، وانتصر على إحساس القلب الذي كثيرًا ما تعاطف وساند ودعم والتمس الأعذار للفنانة الكبيرة شيرين عبد الوهاب، وصرخ عقلي في وجداني قائلًا إن ما حدث من شيرين عبد الوهاب هذه المرة، لا يُعد إلا عبثًا واستهتارًا بكل القيم الدينية والمجتمعية والإنسانية والفنية، ويستوجب المُساءلة، ووجب التوضيح سردًا وتفصيلًا.
وأضاف كامل في البيان الصحفي: أولًا.. يعلم الجميع وتعلم الفنانة شيرين عبد الوهاب نفسها مدى حبي وتقديري واحترامي لها، على الجانبين الفني والإنساني منذ بدايتها بأول عمل فني لها قدمناه سويًا مع الفنان الكبير محمد محيي، وحتى كتابة هذا البيان ما زال هذا الحب قائمًا، ولم تشبه إلا شائبة هذا التصرف غير المنضبط على كل المستويات.
ثانيًا.. لقد خيم الحزن والألم على الوسط الفني بأكمله، منذ بداية علمنا بوفاة زميلنا صغير السن وكبير المقام الفني والإنساني أخي وصديقي وصديق الجميع الفنان الكبير محمد رحيم.
ثالثًا.. حُرمة الموت وحرمة الميت لزامًا على الجميع أن يحترمها، فما بالنا إذا كان الميت والراحل عن دنيانا أخًا عزيزًا فاضلًا لم يترك في حياتنا إلا آثارًا طيبة خالصة النقاء، سلوكًا سويًا قويمًا ونجاحًا فنيًا بأعماله المتميزة التي أضافت لأصحابها ممن تغنوا بها الكثير والكثير من التقدير والشهرة، ومنهم وعلى رأسهم شيرين عبد الوهاب، واعتصرت قلوبنا جميعًا مطربين وملحنين وشعراء، وما زالت تعتصر حزنًا على فراقه، في الوقت الذي غلب فقط على مشاعر شيرين عبد الوهاب عند ذكر محمد رحيم الإحساس بإلقاء الإفيهات غير المناسبة إطلاقًا، مرة بعبارة نعمله سيئة جارية، ثم عبارة دي هتبقى ترند، ثم علو صوت الضحكات، واختتمت المشهد المؤسف بوصف نفسها بالفضيحة بعبارة أنا فضيحة.
رابعًا.. سامحنا جميعًا نقابة وإعلاما وصحافة وجمهور شيرين عبد الوهاب الأخت والابنة والفنانة والصديقة كثيرًا وكثيرًا، وعللنا وبررنا هذا التسامح بمكانتها الفنية والظروف المحيطة بها أسريًا ونفسيًا ومعنويًا، قاصدين إعادتها لمكانتها، وإمعانًا في التسامح قررنا عمدًا أن نساند ونساعد وندعم دون رغبة حقيقية في التقويم.
خامسًا.. شاهدت الفيديوهات مرات ومرات، ولم أشعر إطلاقًا بأي عفوية أو عدم قصد أو زلة لسان، وهي المبررات التي دائمًا ما كنا نسوقها لنسامح ونساند وندعم شيرين عبد الوهاب.
سادسًا وأخيرًا.. بناءً على ما تقدم، وإعمالًا لكل مبادئ الحيادية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة الأعضاء المنتمين لنقابة المهن الموسيقية وعدم الكيل بمكيالين، وبعد مشاورات ومناقشات لكل ما سبق وما ورد، وبأغلبية السادة أعضاء مجلس الإدارة، قررت نقابة المهن الموسيقية بجمهورية مصر العربية، استدعاء الفنانة شيرين عبد الوهاب للتحقيق معها عما بدر منها من سلوك يتنافى تمامًا مع كل القيم والمبادئ، ففاتحة كتاب الله -عز وجل- ليست هزوًا ولا مجالا للضحك وقت تلاوتها، أو ذكرها، وحُرمة الموت لها جلالتها وقدسيتها ووجب احترامها على الجميع أيًا كان، وتمثيلنا لوطننا الحبيب بالخارج وداخل بلاد الأشقاء لا بد أن يعرف الجميع قيمته.