رفيق سبيعي

رفيق سبيعي.. فنان الشعب الذي حوّل التحديات إلى إرث فني خالد

مشاهير
فريق التحرير
5 يناير 2025,7:40 ص

في مثل هذا اليوم من عام عام 2017، رحل الفنان السوري رفيق سبيعي عن عمر ناهز 87 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًّا يمتد لعقود. شُيّع في جنازة شعبية مهيبة، ودُفن في مقبرة باب الصغير بدمشق، ليبقى صوته وأعماله شاهدين على عظمة مسيرته التي حوّلت التحديات إلى إنجازات خالدة في ذاكرة الفن العربي.

رفيق سبيعي.. من طفل عاشق للفن إلى فنان الشعب

b55de7e8-4a31-4a44-bfe2-7c42ae1e215e

في أزقة حي البزورية بدمشق، انطلق حلم طفل عاشق للفن، متحديًا تقاليد مجتمع لم يكن ينظر إلى الفن إلا بنظرة ازدراء. رفيق سبيعي، الذي حمل لقب "فنان الشعب"، حوّل شغفه بالفن إلى مسيرة خالدة جعلته أحد أعمدة الدراما السورية. ترك بصمته في المسرح والإذاعة والتلفزيون، فغدا رمزًا وطنيًّا وإبداعيًّا تجاوز حدود الزمان والمكان.

نشأة رفيق سبيعي وبزوغ الموهبة

وُلد رفيق سبيعي في دمشق يوم 9 فبراير عام 1930. ليعيش طفولة مليئة بالشغف الموسيقي والفني. كان يحضر الموالد النبوية برفقة شقيقه، ويتسلل إلى حلقات الإنشاد ليشارك المنشدين أداء التواشيح. في المنزل، كان يمزج بين الدراسة وصوت الأسطوانات التي تحمل أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب. حتى في جلسات النساء في حوش الدار، كان يغني لهن أغاني الزمن الجميل، ليصبح صوته محور إعجاب الجميع.

ورغم هذه الموهبة المبكرة، واجه رفضًا من أسرته والمجتمع، اللذين كانا ينظران إلى الفن على أنه عيب اجتماعي. اضطر إلى مغادرة المنزل والنوم في الخان أو لدى أحد الجيران، لكنه ظل متمسكًا بحلمه.

بدايات رفيق سبيعي العملية والصراع مع التقاليد

بعد إنهاء المرحلة الابتدائية، عمل رفيق خياطًا لمساعدة والده، لكنه لم يجد شغفه في هذه المهنة. لجأ إلى نوادي الكشافة، حيث بدأت مواهبه بالظهور من خلال الغناء والعزف والتمثيل. ومع نهاية الأربعينيات، شقّ طريقه الفني على مسارح دمشق، مقدمًا مقاطع كوميدية ارتجالية. وانضم إلى فرق مسرحية عدة، مثل: فرقة "علي العريس"، و"سعد الدين بقدونس"، وبدأ بتقديم مسرحيات تمزج بين التمثيل والغناء، مثل: "بالمقلوب" و"صابر أفندي". كما أسهم في تأسيس فرق مسرحية سورية بعد الاستقلال عام 1946.

ميلاد شخصية "أبو صياح"

fad1d4df-f91b-4c3a-afcf-f97c9f00a9e9

محطة التحول الكبرى في مسيرة رفيق سبيعي كانت أواخر الخمسينيات، حين ظهر للمرة الأولى بشخصية "أبو صياح". جاء ذلك مصادفة عندما استُدعي ليحل مكان زميله في دور العتال بإحدى المسرحيات. بفضل أدائه العفوي واستحضاره لروح الحارة الدمشقية، خطف الأنظار وأصبح "أبو صياح" الشخصية الأشهر في مسيرته، لترافقه طوال عقود، وتصبح جزءًا من ذاكرة الفن السوري.

ومع تأسيس التلفزيون السوري، كانت انطلاقة رفيق سبيعي مع أعمال مثل: "مطعم السعادة"، و"مقالب غوار"، إلى جانب دريد لحام ونهاد قلعي. شارك في أعمال درامية بارزة، من بينها "ليالي الصالحية" و"أيام شامية" و"رقصة الحبارى"، لترسخ مكانته كأحد أعمدة الدراما السورية.

إلى جانب الدراما، تألق في الإذاعة منذ عام 1954، حيث أخرج العديد من البرامج والمسلسلات الإذاعية. وظل يطل على جمهوره عبر برنامجه الأسبوعي "حكواتي الفن"، الذي استمر 12 عامًا، وعرّف الأجيال الجديدة بأساطين الطرب العربي. 

أخبار ذات صلة

في ذكرى رحيل الفنان ممدوح عبد العليم.. 60 عاماً من الفن لأجل الفن

google-banner
foochia-logo