لا شك أن زوايا الكاميرا دائما ما تكون خادعة في كثير من الأحيان، وهو ما ينتج عنه حدوث بعض التغييرات، إلى جانب حدوث تشوه للواقع بطرق لا نتوقعها على الإطلاق.
ويمكن لزوايا الكاميرا المختلفة أن تجعل الشخص يبدو قصيرا أو طويلا، ويمكن أن تغير شكل وجه الشخص أو ملامحه، وذلك بناء على مدى قرب المصور من هذا الشخص.
وربما تسبب هذا الأمر في ظهور كثير من الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص وجود شبيهة لسيدة أمريكا الأولى سابقا، ميلانيا ترامب، وزعم البعض أن تلك الشبيهة المزدوجة ظهرت في الحقيقة أكثر من مرة مع ترامب، وما جعلهم يعتقدون ذلك هو ملاحظتهم ظهور ميلانيا بطريقة لا تشبه حقيقتها.
يُعتَقَد أن بداية الترويج لتلك الشائعة كانت مع تغريدة نشرها شخص يدعى جو فارغاس عام 2017. ورغم أن فارغاس لا يحظى بشهرة واسعة على تويتر، لكن سرعان ما تم تداول تغريدته على نطاق واسع، وانتشرت بشكل كبير دون أن يتمكن أحد من السيطرة عليها.
هناك كثير من التقارير التي تؤكد أن ميلانيا تميل بطبيعتها لتجنب الإعلام والصحافة، تنام في غرفة نوم مستقلة بعيدا عن زوجها، ترفض الإمساك بيده، وتقوم بكثير من الأمور التي تثير من حولها الجدل، وربما هي أقل زوجة رئيس أمريكي ظهورا في الإعلام أو المناسبات العامة، لكن هذا لا يعني أنها كانت تستعين بشبيهة لتظهر بدلا منها.
الحقيقة أن ما زاد من رواج تلك الشائعة التي تتحدث عن وجود شبيهة لميلانيا هو وجود بعض الصور التي ظهرت فيها ميلانيا بطريقة لا تشبهها، وأن واحدة من أبرز هذه الصور كانت تلك التي نشرت لميلانيا بنظارة شمس، ما جعل كثيرين يشكون في الأمر.
سبق أن أدلى ترامب ببعض التصريحات المثيرة والغريبة التي جعلت الناس يشكون كذلك في الأمر، حيث سبق له أن قال في سبتمبر عام 2017 وهو يوجه الشكر لحشد من الناس إن زوجته، ميلانيا، كانت تتمنى أن تتواجد هنا، والحقيقة أنها كانت تقف إلى جواره في ذلك الوقت، وهو ما جعل البعض يتساءل "هل نسي ترامب أن ميلانيا تقف بجواره؟" ، أم "أنه على علم بأن التي تقف إلى جواره هي شبيهة زوجته!".
أثير الجدل حول الموضوع من جديد بعدما تطرق برنامج The View التلفزيوني إلى بعض الصور التي ظهرت فيها امرأة تقف بجوار ترامب بلامح وجه مختلفة عن ملامح ميلانيا، وهو ما فتح الباب مجددا أمام تصديق تلك الشائعة في ذلك الوقت.
إن كان الحديث يكثر، وفق هذه الشائعة، عن وجود شبيهة فعلا لميلانيا، فربما يسأل البعض "من تكون هذه الشبيهة؟" – والحقيقة التي تم تناقلها حسب ما نشر في بعض التقارير أن تلك الشبيهة ربما تكون تلك الموظفة التي تعمل في وكالة "الخدمة السرية" التابعة لوزارة الأمن الداخلي، والتي سبق أن التُقطت لها صور وهي برفقة ميلانيا وترامب.
فبدلا من أن يتجاهل مثل هذا النوع من الشائعات عديمة الجدوى، اشتبك ترامب مجددا مع مروجي الشائعة بنشره تغريدة يتحدث فيها عن التلاعب بصور زوجته وتوجيهه الاتهام لمن يقومون بذلك وتحذيرهم من أنهم يزيدون الفوضى بما يفعلونه مع مرور الوقت.
روَّج البعض من خلال حذاء الكعب الذي ظهرت به ميلانيا عدة مرات أنه دليل آخر على أن من ظهرت به هي شبيهتها وليست هي؛ لأنها كانت أقصر مما كانت تبدو عليه ميلانيا في الغالب.
ما ساعد على رواج الشائعة بهذا الشكل هو ميل الناس عادة إلى تصديق نظريات المؤامرة التي يكون لها أبعاد سياسية، حتى وإن لم تكن حقيقة، وما ساهم في ذلك هو الترويج لها عبر تويتر.
حظيت تلك الشائعة بتغطية من وسائل الإعلام التي بادرت بالتأكيد على أن الأمر زائف وغير حقيقي، وهو ما استدعى البعض للتساؤل عن سر اهتمام الإعلام بتفنيد القصة بناء على معلومات مأخوذة من البيت الأبيض، كما فعلت السي إن إن في تقرير لها، ليزداد الجدل المثار بالأساس حول القصة، ومدى صحتها، وسط كل ما يقال وينشر.
رغم انتشار الشائعة وتندر كثيرين عليها بالتعليقات والصور على تويتر وغيره من مواقع التواصل، لكن الحقيقة أنه لا توجد أي أدلة مقنعة على أن ميلانيا تستعين بشبيهة مزدوجة لها.