أثبتت المرأة على مدار السنوات الماضية حتى اليوم، قدرتها على تولي مناصب قيادية في مختلف مجالات الحياة، لا سيما تلك التي يهيمن عليها الرجال. واحتفاءً باليوم العالمي للمرأة، توقفنا مع ثلاث نساء مبدعات من مجموعة هيلتون العالمية، استطعن من خلال عملهن تحقيق نجاحات استثنائية.
إماراتية متدربة في قطاع إدارة الفنادق، انضمت إلى برنامج تطوير الخريجين التابع لهيلتون في سبتمبر 2019، بعد عملية انتقاء نوعية وفق قيود دقيقة، تضمنت عددًا من التقييمات الافتراضية والشخصية.
كان أول تعيين لها في الأقسام التشغيلية وإدارة العمليات والموارد البشرية، في فندق دبل تري باي هيلتون دبي – الخليج التجاري، وداخل قسم إدارة العمليات، عملت في قسم التدبير المنزلي والأغذية والمشروبات ومكتب الاستقبال بالفندق.
ومن خلال هذه المناصب، أتيحت لها الفرصة لتجربة مختلف الوظائف داخل القسم الواحد. وعلى سبيل المثال، في قسم التدبير المنزلي، عملت مساعدًا للتدبير المنزلي، ثم مشرفًا، ثم مديرًا مساعدًا، وبالتتابع الوظيفي نفسه بالنسبة لجميع المجالات. وكانت تجربتها رائعة ومميزة أكسبتها الخبرة والمعرفة لفهم آلية عمل كل قسم، واستطاعت تقدير الجهد المبذول والوقت اللازم لإنجاز كل عمل من هذه الأعمال، ومقدار الاستثمار المطلوب لكل دور. وتعتقد أن فهم ماهية العمل وإستراتيجيته والموازنة المطلوبة لإنجازه، هي أهم مقومات المدير الناجح.
في شهر يونيو العام الماضي، انتقلت إلى عملها الثاني في هيلتون رأس الخيمة بيتش ريزورت، ضمن أقسام التسويق التجاري والمالي. لمدة تسعة أشهر ضمن كل قسم، لتتولى منصب رئيس القسم بمجرد إتمام هذه المرحلة بنجاح.
اكتشفت آمنة شغفها بعالم السياحة والضيافة، عندما تدربت لفترة وجيزة في أحد فنادق دبي، مما دفعها للعمل ضمن إطار برنامج التوطين "مضياف" التابع لكلية دبي للسياحة ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي.
كانت مهمتها تشجيع المواطنين الإماراتيين، على دخول مجال صناعة السياحة. في تلك الفترة، أخبرها مساعد المدير العام في فندق دبل تري باي هيلتون دبي – الخليج التجاري، عن برنامج تطوير الخريجين التابع لهيلتون العالمية، وشعرت أنه يمثل فرصة مثالية لمتابعة شغفها.
آمنة مهتمة بعالم بالضيافة وشغوفة بالفرص التي يقدمها، ولكنها شعرت أن صناعة السياحة تفتقر إلى الوجود المحلي، وبصفتها مواطنة إماراتية، شعرت أنها لا بد أن تساهم في دعم بلادها، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمجال السياحة التي تعد رافدًا رئيسيًا للاقتصاد.
خلال الفترة التي قضتها في عملها بدائرة السياحة بدبي، اعتادت تلقي تعليقات السياح، من خلال استطلاعات الرأي، والتي كانت تبرز مدى استمتاعهم بوقتهم في الإمارات، وافتقار زيارتهم لفرص التواصل مع مواطني الدولة بصورة أكبر. وهذا ما ألهمها للانضمام لبرنامج الصناعة والتأميم.
وعن وصف رحلتها المهنية قالت: "في عام 2015 حصلت على درجة البكالوريوس بالاتصال والإعلام في تخصص العلاقات العامة من جامعة زايد، وبعد تخرجي عملت في دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وفي عام 2017، شغلت منصب مساعد مدير مشروع في قسم التسويق التجاري، ثم انضممت إلى فريق برنامج توطين صناعة السياحة في كلية دبي للسياحة كمساعد مدير المشروع. حصلت في عام 2019، على ماجستير من جامعة مودل فيينا في إدارة الأعمال وماجستير في إدارة وسائل الإعلام الجديدة وأنظمة المعلومات. التحقت ببرنامج تطوير الخريجين التابع لهيلتون في سبتمبر 2019".
وختمت حديثها بتوجيه رسالة لجميع النساء للوصول لأهدافهن: "ابحثي عن المجال المحبب لنفسك والقريب إلى شخصيتك، أعتقد أنه العامل الموصل للنجاح في النهاية. بالنسبة للباحثات عن وظيفة في مجال الضيافة، يقدم هذا المجال فرصة مميزة للجميع، سواء كنت قد درست القانون أو الهندسة أو الموارد البشرية أو حتى الطب. الفرصة المميزة في انتظارك، إذ يمتلك هذا القطاع مجالات تتطور وتزدهر باستمرار. أقول لزميلاتي الإماراتيات، إن صناعة السياحة تشكل واجهة الإمارات، لذا ينبغي أن نكون في مقدمة الداعمين والعاملين والمطورين لهذا القطاع الهام.
تشغل منصب مديرة للحسابات في المملكة العربية السعودية والبحرين في قسم المبيعات، ضمن مجموعة هيلتون العالمية منذ عام 2019. تمتلك نور سجلًا حافلًا بالإنجازات قبل انضمامها إلى مجموعة هيلتون، حيث كانت أول موظفة استقبال سعودية، وأول امرأة سعودية تعمل في مجال الصراف وأول سعودية تتولى منصب مشرف في فريق مالي ضمن قطاع الضيافة.
ولخصت نور الحربي مسيرتها المهنية بقولها: "أنا سعيدة لأنني استطعت دخول العمل المهني، وتبوأت مناصب مميزة، وحظيت بفرصة إثبات وجودي ضمن مجال يتسم بالتجدد والحيوية، فنحن نعمل ضمن مجال الضيافة على مدار 24 ساعة، طيلة أيام الأسبوع، منذ دخولي عالم قطاع الضيافة والسفر أدركت أنني اخترت المجال الأفضل ومنذ انضمامي لمجموعة هيلتون عام 2019، وعلى مدار عامين واصلت خلالهما العمل بجد وتفانٍ، وحققت حلمي، وحصلت على تقدير واحترام زملائي".
وتابعت: "خلال مسيرتي المهنية توليت إدارة فرق متنوعة، ومن وجهة نظري، فإن أهم عنصر لنجاح قائد أي مجموعة سواء أكانت صغيرة أو كبيرة، يتمثل في بناء علاقات إنسانية مع أعضاء الفريق، قائمة على الثقة وإتاحة المجال للابتكار والنمو، سيكون محفزا لتأدية المهام الموكلة على أكمل وجه. وأما اللجوء للأساليب الإدارية الصارمة القائمة على تتبع الأخطاء والهفوات، يؤدي لتقليل الإنتاجية، وتحطيم روح التطور ضمن الفريق".
وعن كيفية الموازنة بين حياتها المهنية والعائلية قالت: "عائلتي وعملي هما العنصران الأساسيين في حياتي، وأعمل جاهدة لتحقيق التوازن المثالي".
وأوضحت: "خلال مسيرتي المهنية وصلت لنتيجة مفادها، أن مزاولة المهنة المحببة لنفسك والقريبة من شخصيتك، سيكون سببًا أساسيًا لنجاحك وتميزك".
وعن الركائز الأربعة الأساسية للنجاح، قالت: "الإيجابية في العمل ستكون حافزًا لك ولمن حولك لزيادة الإنتاجية وتقديم الأفضل، وترسيخ مبدأ المشاركة الاجتماعية مع أعضاء الفريق والعملاء والضيوف، وبناء العلاقات الإنسانية القائمة على الثقة والإيجابية مع أعضاء الفريق ومع جميع الزملاء، وهذا يمنحك المزيد من التطور والازدهار خلال مسيرتك المهنية، واتباع مبدأ العمل بجد وتفانٍ لتحقيق الأهداف المنشودة".
تشغل منصب كبير المهندسين في دبل تري من هيلتون الدوحة - أولد تاون، وهي أول خريجة من برنامج تطوير الإدارة الهندسية في مجموعة هيلتون. تترأس مروة الفريق الهندسي للفندق المسؤول عن العمليات الهندسية والصيانة اليومية، وهي مسؤولة عن إدارة الموازنة المالية الخاصة بصيانة الفندق وتتبع النفقات وإدارتها.
بدأت مسيرتها الدراسية في تونس، وكانت تعشق التكنولوجيا وعلوم الفيزياء والرياضيات، لذا قررت دراسة الهندسة في المدرسة الوطنية للهندسة بقابس، التي تُعد أقدم مؤسسة تعليم عالٍ كما تم تصنيفها ضمن أفضل الجامعات في البلاد.
وبعد أن أكملت مروة تعليمها وتخرجت من الجامعة، وجدت أن رحلتها المهنية ستكون مليئة بالتحديات ضمن مجال يهيمن عليه الذكور، ولكن إصرارها على إثبات وجودها ورغبتها بتحقيق ذاتها، دفعها للانتساب لبرنامج تطوير الإدارة الهندسية في هيلتون.
ولم يكن لدى مروة أمل كبير في اجتياز الاختبار المبدئي، بناءً على تجاربها السابقة، ولكنها قررت المواظبة والمتابعة وبدأت بالبحث والتقصي لفهم رؤية مجموعة هيلتون وأهدافها والتي كان أبرزها المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وخلق المزيد من الفرص للإناث في مجال الإدارة.
في عام 2016، أصبحت مروة رسميًا متدربة في عائلة هيلتون، وتخرجت من برنامج تطوير الإدارة الهندسية في هيلتون في 2018.
عملت مروة على تطوير خبراتها المهنية وارتقت في مناصبها من متدربة هندسية إلى مهندسة صيانة ثم مساعد كبير المهندسين، وصولًا لمنصبها الحالي رئيسة المهندسين. ومنذ بداية مسيرتها المهنية مع مجموعة هيلتون بدءًا من يومها الأول، عملت مروة مع ثلاثة فنادق منفصلة، تضمنت فندق الريان الدوحة، وكوريو كوليكشن باي هيلتون، وهيلتون الدوحة، وحاليًا دبل تري من هيلتون الدوحة - أولد تاون.
تمكنت مروة من تحقيق حلمها بدعم من هيلتون، وأصبحت مهندسة مؤهلة في مجال تنافسي يهيمن عليه الذكور. مروة تتطلع لمتابعة المسيرة وتطوير خبراتها، لتكون ملهمة للنساء وحثهن على متابعة مسيرتهن، وصولًا لتحقيق أهدافهن المهنية.
وفي هذا الصدد لخصت مسيرتها المهنية بقولها: "بعد إكمال تعليمي الجامعي وتخرجي من الجامعة شعرت بصعوبة إثبات ذاتي ضمن مجال يهيمن عليه الذكور، ولكني لم استسلم وقررت المتابعة بجد وإصرار، وتقدمت بطلب لبرنامج تطوير الإدارة الهندسية في مجموعة هيلتون".
وتابعت: "تخرجت من البرنامج في عام 2018، واليوم أفتخر بصفتي كبير المهندسين في دبل تري من هيلتون الدوحة - أولد تاون. أشعر بالسعادة لكوني إحدى النساء العاملات ضمن مجموعة هيلتون العالمية للضيافة، وأوجه رسالة لجميع النساء، مفادها، لا تحددي أحلامك ضمن قوالب جامدة لكونك أنثى، ثقي بقدراتك وإمكاناتك وتابعي مسيرتك، لتحققي أهدافك المنشودة".