تعرضت عارضة الأزياء الباكستانية زارا عابد، 28 عامًا، لحملة من الإساءات والشتائم بعد أنباء وفاتها في حادث سقوط طائرة قبل أيام قليلة، في منطقة سكنية بكاراتشي.
ورغم انتشار العديد من الأنباء التي أكدت وفاة زارا من قبل أصدقائها إلا أن هذه الأنباء قوبلت بهجوم من قبل معلقين بسبب طريقة لباسها ونمط حياتها، ووصفوها بأنها عاشت حياة غير أخلاقية.
ولم تذكر السلطات الباكستانية أسماء الضحايا لغاية الآن، معلنة في نفس الوقت عن نجاة شخصين فقط، لكن تقارير أولية أكدت أنها قد نجت، ما دفع بأخيها لمطالبة الناس بالتوقف عن نشر أخبار وفاتها.
وبعد مطالب أخيها توقفت الحسابات على إنستغرام وتويتر وفيسبوك التي تبنت الهجوم على العارضة بل واختفت أيضًا، وليس معلومًا إن كانت إدارة تلك الصفحات قد أوقفتها أم أن العائلة أو الأصدقاء قد قاموا بذلك.
وكتب عدد من المعلقين إن العارضة ستعاقب الآن بسبب خياراتها عندما كانت على قيد الحياة، ونشروا صورا لها وهي ترتدي ثيابا كاشفة، وذلك كأمثلة على "سلوكها المليء بالخطايا".
وكانت زارا قد عملت مع عدد من أكبر العلامات التجارية في مجال الأزياء في باكستان، وفازت في بداية هذا العام بجائزة "أفضل عارضة أزياء" التي قدمتها Hum Style Awards.
وقدم كبار المصممين التعازي وأثنوا على مهنيتها وأناقتها. وكان من المفترض أن تقوم بأول دور لها كممثلة في الأشهر القادمة من هذا العام.
وتتعرض العديد من النجمات الشهيرات لإساءات في باكستان، وحتى تهديدات تصلهن عبر الإنترنت بالاغتصاب والقتل تحت اسم الأخلاق.
في المقابل وصف مصممو أزياء العارضة بأنها أعادت تعريف معايير الجمال بفضل بشرتها السمراء؛ ففي باكستان، كما هو الحال في دول جنوب آسيا، يعلى كثيرا من شأن البشرة الفاتحة وينظر لها كمعيار للجمال هناك.
وغردت مصممة الأزياء خديجة شاه، قائلة: "فقدت صناعة الأزياء زارا عابد في تحطم الطائرة اليوم. لقد كانت فتاة رائعة ومجتهدة ومحترفة"، فيما كتب الممثل أيمن خان: "زارا كنت حبيبة!!! سنفتقدك.. الله يعطيك مكانة أعلى في الجنة".
كما أكد الصحافي الباكستاني زين خان على حسابه على تويتر وفاة زارا وأشار إلى أنها لم تكن بين الناجين، وتقدم بالتعازي لأهلها وأصدقائها.
يذكر أن الطيار أرسل إشارة استغاثة، أبلغ فيها برج المراقبة بمطار كراتشي الدولي، أن المحرك تعطل عن العمل أثناء محاولته الهبوط، ليقوم بعدها بمحاولة ثانية للاقتراب من أحد المدرجين، لكنه لم ينجح مرةً أخرى.
وبعد فشل المحاولتين أبلغ الطيار برج المراقبة أن الطائرة تنحرف، وطلب إذنا بالهبوط مجددا، ثم أرسل إشارة استغاثة بعد 12 ثانية، وكان ذلك آخر اتصال له مع برج المراقبة قبل أن تهوي الطائرة وتتحطم.