برز اسم الملحن النمساوي، فولفغانغ أماديوس موزارت، باعتباره واحدا من أهم الموسيقيين الذين عرفهم التاريخ، برغم أنه لم يعش طويلا، حيث مات عن عمر ناهز الـ 35 عاما.
واشتهر موزارت بإبداعاته في عالم الموسيقى، كما عرف عنه تمكنه من تطويع النغمات بطريقة إبداعية مميزة، واعتماده في ذلك على تقديم استعارات استثنائية يخدم بها أعماله بطريقة غاية في الإبداع والاختلاف، لدرجة أن كثيرين شبهوه بأنه شخصية روحية عميقة.
وبالاتساق مع تلك الحالة الجدلية التي أثيرت عن فن موزارت وطريقته في التعبير عن أفكاره الموسيقية، كثر الجدل كذلك عن سبب وفاته، وأثيرت الكثير من النظريات حول السبب الحقيقي وراء الوفاة، لدرجة أن البعض قرر أن يحيك من خياله سيناريوهات تليق بالصورة التي يودون أن يأخذها الناس فيما بعد عن حياة موزارت ووفاته.
وكانت آخر أعمال موزارت هي موسيقى القداس الجنائزي (ريكويم/Requiem) - التي قام بتأليفها عام 1791- لكنها لم تكتمل بسبب وفاته عن عمر ناهز الـ 35 عاما فقط.
ويقال إن شخصا غريبا مجهول الهوية طلب تلك الموسيقى، لكن مع تدهور حالة موزارت الصحية، بدأ الأخير يتصور أنه ذلك الشخص الغريب ذي الشعر الأشيب. ويقال إنه أخبر المحيطين به وقتها "لقد أعددت تلك المقطوعة الموسيقية لنفسي".
وقد فقد موزارت الوعي في الـ 5 من ديسمبر عام 1791 بعد إصابته بنوبة حمى، ويقال إن آخر ما نطق به "أحاول أن أغني جزءا من أجزاء الطبل بمقطوعة ريكويم".
وقال أطباء موزارت وقتها إن سبب وفاته هو إصابته بـ "حمى عسكرية حادة"، حيث لم يكن هناك تشريح آنذاك، ومن وقتها، بدأت تكثر نظريات المؤامرة بشكل كبير. وفي عام 2001، زعم طبيب أمريكي أن الأعراض التي عانى منها موزارت كانت تتماشى مع مرض دودة الخنزير الذي ربما أصيب به من تناوله شرائح لحم خنزير غير مطهية جيدا.
كما برزت فرضية أخرى تقول إن موزارت تم تسميمه من جانب الملحن أنطونيو سالييري بداعي الغيرة، لكن الكاتب الطبيب هوارد ماركل نفى تلك النظرية باعتبارها فكرة خاطئة.
وتناثرت أيضا نظريات أخرى، منها أنه توفي بسبب إصابته بمرض في الكلى، فيما قال آخرون إنه توفي بسبب إصابته بالسل، الزهري والتسمم بالزئبق، فيما أشار بعض علماء الأوبئة إلى أن سبب الوفاة كانت عدوى بكتيرية. وأيا كان السبب وراء الوفاة، يظل موزارت واحدا من أبرز وأعظم الملحنين الذين جاؤوا في تاريخ الموسيقى العالمية.