توجت ملكة جمال جنوب إفريقيا "زوزيبيني تونزي" مساء الأحد في مدينة أتلانتا الواقعة في ولاية جوريا الأمريكية، ملكة لجمال الكون في ختام أمسية تمحورت كثيرًا حول حق المرأة في تقرير مصيرها.
وتفوقت الشابة السمراء البالغة من العمر 26 عامًا في المرحلة النهائية على ملكتي جمال بورتوريكو والمكسيك، خلال المسابقة التي قدمها الكوميدي الأميركي ستيف هارفي، مع لجنة تحكيم ضمت سبع نساء.
وصفّق الحضور لملكة جمال جنوب إفريقيا بحرارة بعد كلمتها الأخيرة، وهو أمر مستحدث في المسابقة. وقد أكدت فيها أنها ستبذل كل ما في وسعها لتشجيع الفتيات على الوثوق بأنفسهنّ.
وقالت زوزيبيني: "ترعرت في عالم لا يعتبر النساء مثلي مع نوع بشرتي ونوع شعري، أبدًا جميلات. وأظن أن الوقت قد حان لتغيير ذلك اليوم"، ما أثار تصفيقًا حارًا من الحضور.
وتقدمت الشابة صاحبة الشعر القصير على أكثر من 90 مرشحة أخرى للفوز باللقب الثامن والستين لملكة جمال الكون، ولتخلف كاتريونا غراي ملكة جمال الفيليبين التي توجت على عرش الكون في 2018.
وعندَ مراقبة مسابقات الجمال عبر العقود، نَشهد تطورًا ملحوظًا في التغيير الجذري الحاصل في معايير الجمال حولَ العالم، ففي السّابق، كانت معايير الجمال محصورة ضمن مقاييس غير واقعية تشبه عند تطبيقها دُمى الباربي المثالية، لكنّ النّساء لا يأتينَ من قالب واحد، ويوجد هُناك الكثير من الاختلافات التي لا تُعدّ ولا تُحصى بينهنّ، والتي تمّ استبعادها واعتبارها بعيدة عن "الجمال".
وبالنظر إلى ملكة جمال الكون لعام 2019، نراها مثالًا حيًا على هذا التطور، فلون بشرتها داكن، أيْ أننا نتجه نحو محاربة العنصرية، وشعرها قصير ومُجّعد، أيْ أن معايير الجمال أصبحت أوسع، وتحوي مختلف أنواع شعر النساء.
ولم يأتِ هذا التغيير بشكلٍ مفاجئ، بل إنه نتاج صِراع صعب خاضته النساء لأجل جعل مثل هذه المسابقات أكثر واقعية وعملية على مر السنين، وهي جزءٌ لا يتجزّأ من حملات الترويج لـ "الاختلاف" الموجود بين النّساء، فعلى سبيل المثال، أصبحت الكثير من العلامات التّجارية العالمية تُنتج الملابس بشتى الأحجام والأشكال والألوان، لتلبي احتياجات أكبر شريحة من النساء بمختلف صفاتهنّ وأحجامهنّ وأشكالهنّ.