عادةً ما تستحوذ عمليات الإنقاذ في مُختلف أنواعها على اهتمام القُرّاء وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وكُلّما كانت عملية الإنقاذ أغرب وأصعب، استحوذت على اهتمامٍ أكبر.
وتعد عمليات الإنقاذ الجوية من أكثر العمليات صعوبةً، وذلك لأنّ المُسافرين يكونون مُعلّقين في الهواء، ولا يتواجدُ الأطبّاء على متنِ الطائرات باستمرار، كما أنّ أي هُبوطِ اضطراريّ يحتاجُ إلى وقتٍ لا بأس به حتّى يتمكّن الطّيار من إيجادِ أقربِ مطار، وتخيّلي إذا كانت الطائرة تطيرُ فوقَ بحرٍ أو مُحيط!
وفي حادثةِ إنقاذٍ على متنِ طائرةٍ فريدة من نوعها، خيّم عليها طابع الجمال بدلًا من الخوف أو الذّعر، كانَ بطلها طبيب المشاهير الوسيم من أصلٍ روسي "ميخائيل فارشافسكي" المُلقّب بـ "الدّكتور الأكثر إثارة على قيدِ الحياة"، والبالغ من العُمر 30 عامًا.
وفي صُدفةٍ غريبة من نوعها، لم تقلْ وسامة المريض الشّاب "مات فاراكو"، البالغ من العمر 26 عامًا عن وسامة مُنقذه، وهو أمريكي الأصل، من مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا.
بدأت القصّة التي نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عندما قَطع فاراكو تذكرةَ سفرٍ من نيويورك إلى تل أبيب في الـ 30 من يونيو الماضي عبر خطوط طيران دلتا.
وبينما كان مات فاراكو يُحلّق في السّماء، شعر بأنّ يديه قد بدأتا بالتّورّم، وبدأ حلقه ينغلق، فلاحظ مُضيفو الطّائرة بأنّه يتعرّض إلى نوبةِ حساسيةٍ تُهدد حياته، وسُرعان ما بدأوا يبحثون عن طبيبٍ على متن الطّائرة.
ومن حُسن الحظ، كان الطّبيب الوسيم "ميخائيل فارشافسكي"، والمعروف عبر قناته على يوتيوب بـ "دكتور مايك" على متن الرّحلة، حيث تمكّن من إدارة الموقف وإيجاد حلٍّ من مجموعة دلتا للإسعافات الأولية، وتمّكن من فتح الشّعب الهوائية لدى فاراكو، وعاد للتنفس بشكل طبيعي مرة أخرى.
بقيَ أمرُ نوبة الحساسية التي تعرّض لها مات لُغزًا حتّى وصل القُدس، وبعدما أجرى الفُحوصات اللازمة، تمكّن الأطبّاء من معرفة أنّ فاراكو قد تعرّض للسعة من قِبل حشرة القُرادُ، أو ما يُعرف بـ "اليغموش الأَمريكي" قبلَ أسبوعين من رحلته، وسببت له حساسية مُفرطة تِجاه اللحوم التي تناولها قبلَ يومٍ من سفره.