طبيعي جدًا أن يحظى أي فنان بشعبية واسعة وإعجاب من كثيرين لميزاته الملفتة، سواءً في الشخصية أو الأداء أو الوسامة أو السيرة الشخصية على الأقل.
لكن الحال مع الفنان ناصيف زيتون، بما ناله من جماهيرية كبيرة بين مختلف الأعمار والجنسيات، ليست بسبب فنه وصوته وأغانيه، إنما هي حال مختلفة استدعت الوقفة والتساؤل عن سر جاذبيته وجماهيريته.
توليفة من الصفات والميزات
الأخصائية النفسية وعضو هيئة التدريب في مركز الفراسة سحر مزهر، وهي تتحدث لـ "فوشيا" عن السر وراء الجماهيرية الكبيرة التي تميز ناصيف زيتون، تشير إلى أن وسامته ليست هي السبب الرئيس لذلك: "هي توليفة من الصفات والسلوكيات والأخلاقيات يتميز بها ناصيف الفنان الإنسان" كما قالت.
الكاريزما والحضور العالي والتلقائية في التعامل مع الجمهور قرّبت زيتون من قلوب معجبيه، حتى وإن لم يُعجِب البعض كفنان، أحبّوه كإنسان قبل كل شيء؛ فأخلاقه في التعامل مع معجبيه وعدم تصنعه وتكلّفه في جمله وأحاديثه رفعته إلى قمة الفنانين الشباب في عالمنا العربي.
أما تعامله مع المرأة، فلا يؤهله للإندراج ضمن قائمة الفنانين ذوي العلاقات الشخصية المتعددة أو المتكررة، أو ممن يظهرون ويتباهون بهذا الأمر، وهذا ما كان جليًّا أثناء التقاط صوره مع معجباته، ومحافظته على المساحة الشخصية لكلٍّ منهنّ بذوق واحترام.
وعلى الصعيد الفني، تميز ناصيف زيتون بانتقاء كلمات لأغانيه ذات محتوى وإيحاءات، فيما تصويرها لم يتطبع بالابتذال؛ ما يعني اعتباره من الفنانين الملتزمين بمسار مهنيّ راقٍ جدًا.
غموضه أحيانًا
يمكن اعتبار زيتون فنانًا غامضًا لا يركض وراء تسليط الضوء عليه، فهو مقلٌّ جدًا بعرض تفاصيل حياته على صفحات السوشال ميديا، وإن أراد التعبير عن رأيه ونفسه في مسألة ما، لم يلحظ أحد تعمُّده الإساءة لأحد أو إثارة الانتباه لشخصه بنشر ما يعرِّضه للشائعات والحديث حوله.
ملامحه الطفولية "البريئة" لعبت دورها
وعند الحديث عن ناصيف زيتون وشعبيته لا نستطيع إلا أن نذكر ملامحه الطفولية البريئة والقريبة من القلب عند ابتسامته ومرحه وعفويته، التي سرعان ما تتحول إلى ملامح قوية وجادة تعكس مدى رجوليته عندما يكون الحديث جادًا.
هذه الملامح سريعة التغير وغموضها وعدم مقدرة المتابع على تخمين حقيقة ردة فعله أو بماذا يفكر، هي سر آخر من أسرار جاذبية زيتون وشعبيته الكبيرة حسب ما ترى مزهر التي تصفه بأنه "ليس شخصية روتينية"؛ إذ يتعايش مع معجبيه بالكثير من المشاعر والأحاسيس، فيما يبقى الغموض سيد الموقف الذي يضفي عليه تلك الهيبة التي تزيده جاذبية ووسامة أيضًا.
ناصيف زيتون كظاهرة شبابية إيجابية، حسب وصف مزهر، يمثّل الشاب الناجح الذي لم تغيره الشهرة والجماهيرية، لا سيما أنه بقي إنسانًا على طبيعته يتعامل مع كل هذه الجماهيرية والانتشار بكل تواضع وعفوية وتلقائية، محافظًا على احترامه لذاته باحترامه لتصرفاته وسلوكياته الأخلاقية والإنسانية.
وخلصت مزهر إلى أن ملامح زيتون البريئة استطاعت أن تُشبع شعور الأبوة والأمومة عند الكثير من الآباء، أما عند الفتيات فتمكّن من إشباع مكان الرجل بجديته ووسامته وغموضه، أما لفئة الشباب فهو مثال الشاب الناجح القوي المحترم والوسيم في الوقت نفسه، "هي خلطة كيميائية يسّرت له كل هذه القاعدة الجماهيرية عند المتحدثين باللغة العربية".