سارتْ العارضة الصومالية المسلمة، شهيرة يوسف، على خطى العارضة المحجبة، حليمة عدن، فوقّعت معها أشهر الوكالات، إذْ تعاقدت معها شركة "ستورم مانجمنت"، وهي واحدة من وكالات الأزياء الرائدة.
وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق، التي تتعاون فيها ستورم، مع عارضة أزياء محجبة، وهي شهيرة يوسف القادمة من العاصمة البريطانية لندن، وتبلغ من العمر عشرين عامًا.
ولم تغرِها الأضواء والشهرة، فقد تعاملت شهيرة بحسم، وحسّ ديني ملتزم، عندما أملتْ شروطها على الشركة، وسردتْ القواعد على المصوّرين والمصمّمين، قبل البدء في جلسات التصوير، منها تغطية ذراعيها، وصدرها، وشعرها، ولا يتوقّع أحد أنْ ترتدي يومًا ملابس ضيقة، أو كاشفة؛ فهي امرأة مسلمة ترتدي الحِجاب، ولن تلتفت لمن يطلب منها عكس ذلك.
وتتحلّى شهيرة، بملامح سمراء رقيقة، تنمُّ عن هدوءٍ نفسيّ، وعقيدة مترسِّخة؛ بأنّ المرأة ليست جسدًا، وأنّ لقب عارضة الأزياء، لا يثنها عن كونها مسلمة، فالمهمّ، هو لقب مسلمة، وليست عارضة أزياء، وأنّ للجمال تأثير نسبيّ، لا يحدث بالجسم العاري، والأزياء المكشوفة.
وترعرت شهيرة في ستراتفورد في لندن، وهي صومالية الأصل، وكانت أول عارضة محجّبة سمراء، تظهر على غلاف مجلة "فوغ" البريطانية، في عدد مارس الماضي، ما يعدّ مؤشرًا هامًا، على تغير عالم الموضة، والسماح للتعددية والاختلاف، باقتحام هذا العالم الفريد، لتعبّر المرأة عن نفسها، دون الالتفات إلى لونها، أو دينها.
ليس ذلك فحسب، بل سترتفع قيمة الاستثمارات في صناعة الملابس للمحجّبات، لتصل إلى 267 مليار جنيه استرلينيّ بحلول عام 2021، وهو اعتراف ضمنيّ بحقّ المرأة المحجّبة، بالعيش في جميع المجتمعات، بحرية واستقرار.
وتقول يوسف: "كوني مسلمة أكره الاضطهاد الذي يتعرّض له المسلمون، في أنحاء العالم، ولا أتخيّل أنْ نحكم على شخص من ملابسه، واعتبر نفسي مثالاً حيًا، على النّضال من أجل اثبات الذّات، فأنا من بلد فقير، يعاني من كلّ شيءٍ، ولدتْ تجربتي من رحم المعاناة، وأتيتُ مع عائلتي المهاجرة، باحثين عن الحرية، والعيش بكرامة. أمّا عن ديني، وعقيدتي، فهما ملك لي وحدي، ترضيني هويتي، وسعيدة بكوني امرأة مسلمة محجّبة.