يُعد الفنان اللبناني وائل جسار أحد أبرز نجوم الغناء العربي، وأيقونةً للطرب الأصيل الذي يمزج بين الكلمة الراقية والأداء العذب.
وبمسيرة حافلة بالنجاحات استطاع "جسار" أن يحفر اسمه بأحرف من ذهب في قلوب عشاق الفن، وأثبت أن الصوت الدافئ، والموهبة الحقيقية، قادران على عبور حدود الزمان والمكان.
بدايات وائل جسار
وُلد وائل جسار في لبنان، يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1976 في كنف أسرة تؤمن بالموسيقى وتقدّر الفن، وأظهر موهبة غنائية استثنائية منذ طفولته؛ مما دفعه للمشاركة في الحفلات والمناسبات المحلية، حيث بدأ مسيرته الفنية بعمر الثامنة.
وكانت محطة الانطلاق الحقيقية عندما شارك في مهرجان محلي بمنطقة رياق في البقاع اللبناني، وحقق المركز الأول.
لاحقًا لمع نجمه من خلال برنامج "الحروف تغني" حيث أُطلق عليه لقب "الطفل المعجزة" لينال إعجاب الجماهير والنقاد بموهبته الصوتية الفريدة.
التحديات والعودة القوية
لم تكن رحلة وائل جسار الفنية خالية من التحديات، إذ مرّ بفترتين توقف خلالهما عن الغناء، كانت الأولى خلال مرحلة المراهقة عندما طرأت تغيرات على صوته بسبب الانتقال من الطفولة إلى الرجولة.
أما الثانية، فقد جاءت أثناء تأديته الخدمة العسكرية، حيث قرر التركيز على واجباته الوطنية قبل العودة إلى الساحة الفنية.
وفي كلتا الفترتين استطاع "جسار" أن يعود أقوى من السابق متسلحًا بشغفه للفن وإصراره على تحقيق حلمه.
وأطلق ألبومه الأول "ماشي" الذي حقق نجاحًا كبيرًا بأغنياته، مثل: "الليالي" و"آه يا ليل" ومن هنا بدأت مسيرته الحافلة بالأعمال المميزة.
محطات بارزة في مسيرة وائل جسار الفنية
تميّز وائل جسار برصيد غني من الأغاني التي لامست وجدان الجمهور العربي من بينها "غريبة الناس"، التي حملت مشاعر إنسانية عميقة، ولاقت انتشارًا واسعًا، و"خليني ذكرى" التي تجسد ألمه الممزوج بالحنين، و"مشيت خلاص" و"يوم زفافك" التي أثرت المكتبة الموسيقية العربية.
ولم تقتصر نجاحاته على الغناء فحسب، بل شملت مشاركته في مهرجانات كبرى داخل لبنان وخارجه؛ مما جعله سفيرًا للأغنية اللبنانية على الساحة العالمية.
حياة وائل جسار الشخصية والاستقرار العائلي
يعيش وائل جسار حياة مستقرة مع زوجته ميراي مقدسي التي كانت -وما زالت- سندًا كبيرًا في مسيرته، ولدى الثنائي ابنة اسمها مارلين، وابن اسمه وائل جونيور.
وشكّلت العائلة ركيزة أساسية لاستمراره في تقديم أفضل ما لديه من فن وإبداع.
استمرارية وائل جسار وتميزه
بعد عقود من النجاحات يواصل وائل جسار إبهار جمهوره بأعمال جديدة تعكس تطورًا مستمرًا في مسيرته ما يميز جسار ليس فقط صوته العذب أو اختياره للكلمات الراقية، بل قدرته على الحفاظ على أصالة الفن في عصر السرعة والابتذال.
وائل جسار أيقونة الطرب اللبناني يظل رمزًا للأغنية الراقية التي تحمل شغفًا حقيقيًا للفن ليبقى علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية.
