رفعت بعض الفنانات شعار "الزواج أهم"، وقرّرن اعتزال الفن في بداية حياتهن الفنية، رغم الشهرة والنجومية التي كانت في انتظارهن. ويتناقض موقف هؤلاء مع كثيرات من الفنانات اللواتي عشن في محراب الفن، دون زواج، وكأنهن راهبات الشاشة.
كما يختلف أيضا مع عشرات الفنانات اللواتي واصلن حياتهن الفنية بعد الزواج، دون أن يؤثّر هذا على ذاك.
والسؤال: ما الذي يفرض على بعض الفنانات اعتزال الفن بسبب الزواج، وما التفسير النفسي لهذه الحالات؟
نسرين إمام
أعلنت الممثلة المصرية نسرين إمام اعتزال الفن بناء على رغبة زوجها المنتج المصري تامر مرسي، وهو ما لم تعترض عليه الفنانة رغم النجاحات التي حققتها في الأعمال الفنية التي شاركت فيها، ومنها مسلسلا "أدهم الشرقاوي" بطولة محمد رجب، و"مسيو رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" بطولة محمد هنيدي.
ريهام أيمن
قررت الممثلة المصرية ريهام أيمن اعتزال الفن بعد زواجها من زميلها الممثل المصري شريف رمزي، وذلك من أجل التفرّغ لحياتها الأسرية تماما، دون أن تعير النجاح الذي حققته في مسلسل "العراف" بطولة عادل إمام أي اهتمام
جيهان نصر
في أوج نجاحها وتألقها قرّرت الممثلة المصرية جيهان نصر اعتزال الفن، بعد زواجها من رجل أعمال سعودي، اشترط اعتزالها التام للزواج منها، فوافقت الفنانة على الفور، ضاربة عرض الحائط بمستقبلها الفني، رغم نجاحها المدوي في مسلسلي "المال والبنون" و"مين اللي ميحبش فاطمة" بطولة نخبة من النجوم.
فنانات أُخريات
والحقيقة أن القائمة هنا أكثر من أن تحصى، حيث قررت كثيرات من الفنانات الاعتزال بسبب الزواج، وإن عاد بعضهن للعمل الفني بعد الانفصال، ومن أبرز هؤلاء شيرين سيف النصر وميار الببلاوي وغيرهما كثيرات.
التفسير النفسي
وتفسر الدكتورة شيرين الدرديري، أستاذ الصحة النفسية بالقاهرة، الظاهرة بالقول: إن بعض الفنانات لا يمتلكن موهبة قوية، وليس لديهن الإرادة الكاملة للاحتفاظ بحلمهن في مجال الفن، وعندما تسنح لهن فرصة للزواج، تطغى عليهن طبيعة المرأة، ويحتجن وجود رجل في حياتهن، يشعرهن بالسند والأمان، فيقررن الابتعاد عن الشهرة والأضواء، من أجل إرضائه، إذا ما اشترط عليهن هذا الأمر، فضلا عن أنهن يشعرن بأن الأمان مع الرجل، وليس الفن.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"فوشيا" أن تفضيل بعض الفنانات للاعتزال من أجل رجل، يعزّزه أحيانا خوفهن من مخاطر العمل في الوسط الفني، الذي يزلزل استقرار الحياة الأسرية، لذا يفضّلن الاستقرار في الحياة الأسرية ويبتعدن تماما عن الأضواء.
وألمحت الدكتورة إلى أن هناك كثيرات من الفنانات يلجأن للتمثيل والشهرة من أجل الزواج من رجل ثري، أو صاحب سلطة، فيتركن عملهن من أجل إرضائه، وفي هذه الحالة فإن الرجل لا ينظر لشخصية وطباع المرأة، بل ينظر لشهرتها وجمالها، فيترك المضمون ويبحث عن الشكل، ولكن عندما يصطدم بالواقع، ويظهر كل طرف على طبيعته بعد الزواج، عادة ما تحدث الخلافات التي يمكن أن تنتهي بالانفصال.
واختتمت الطبيبة النفسية قائلة "الأمر متعلق بشخصية كل فنانة، فإذا كانت موهوبة ومرتبطة بفنها، فإنها لن تتخلى عنه من أجل رجل، أيا كان غناه أو سلطته، أما الفنانة التي تعد الفن وسيلة للثراء، فمن السهل عليها تركه من أجل أغراضها".