كثير من الأمور تجري مع المشاهير ولا نجد لها مبرراً، وتجعلنا نتساءل عن سر اختفائهم، ولكن مع الوقت تتجلى الحقيقة، ونشاهدهم يروون قصصهم ودوافعهم، بعدما غابوا وقتًا طويلًا، هذه هي قصة اختفاء جودي كيد عارضة الأزياء المعروفة.
بدأت قصة العارضة الشهيرة، عندما كانت في سن 16، حيث انضمت إلى عالم الأزياء في أوائل التسعينات، وبلمح البصر أصبحت واحدة من أشهر عارضات الأزياء على الإطلاق، وساعدها جسمها النحيف وقوامها الممشوق، الذي ضربت من أجله قواعد التغذية الصحية عرض الحائط.
وتروي جودي قصتها قائلة: "كنت أيقونة الموضة في التسعينيات، فقد كنت أتمتع بجسم مثالي متناسق، بدءاً من الذراعين وصولًا إلى القدمين، وكنت ألوم على الآباء الغاضبين عندما يجبرون فتياتهم اللاتي يحلمن بمحاكاتي على اتباع نظام غذائي صعب، ولكني فجأة اختفيت عن الأضواء".
وتابعت: "منذ ما يقرب من 20 عامًا، ظل قرار التخلي عن التألق لغزًا محيرًا، ولكن اليوم، وبينما أصبح عمري 38 عاماً، لا ضرر من أن أكشف السر، فقد كانت تصيبني نوبات صرع عند صعودي على الكات ووك أجبرتني على الاعتزال".
وأضافت: "كنت أعاني من القلق طيلة الوقت، ولكنني لم أكن قلقة بشأن الأداء، فقد كنت وقتها في أواخر سن المراهقة، وكان هناك الكثير من التغيرات في صناعة الأزياء، مما جعل الأمور أكثر سوءًا".
وتابعت: "كنت أعاني أعراضًا جسدية وفسيولوجية نتيجة لتلك النوبات، وكانت تظهر جليًا عند الطيران، أو مواجهة مشكلة ما، حيث يدرك الدماغ أن هناك هجوماً على الجسم، ويرسل إشارات عصبية تسببت في إثارة الأدرينالين، مما يزيد من ضربات القلب، وتتوتر العضلات، مما يشعرني فجأة بالغثيان".
وتعترف جودي: "لم يكن لدي أي فكرة عن هذه النوبات، ولكني أشعر بخفقان في القلب، وتفوح من جسمي النحيل رائحة العرق، مما يشعرني بعدم الراحة، وبالتالي قررت التوقف. ليس سهلا أن تكون على وشك الظهور على الكات ووك وسط ترقب آلاف العيون، وتصاب فجأة بتلك النوبة مما يفقدك توازنك".
وأردفت: "تناولت أدوية لعلاج القلق، والتي أثرت بالسلب على هرمونات الجسم لأجل تقليل أو القضاء على الأعراض الجسدية مثل خفقان القلب، والتعرق والذعر. ومع ذلك، فإن لهذه الأدوية كثير من الآثار الجانبية، منها الاكتئاب والغثيان والأرق وفقدان الرغبة الجنسية".
واستطردت: "لم يكن لدى الناس أي فكرة بحق الجحيم عما كان يحدث معي، حيث إن الشعور بالقلق من وقت لآخر أمر غير مقبول، مما يؤثر بشكل سيء على الحياة اليومية".
وفقاً للتقارير البريطانية، يعاني من هذا الاضطراب أكثر من ثلاثة ملايين شخص في بريطانيا
كما تشير الأبحاث إلى أن هذا المرض ينتشر بين الشابات، اللاتي تتراوح أعمارهن من 16 -24 عاماً، بنسبة تفوق الرجال بثلاثة أضعاف من نفس الفئة العمرية
خضعت جودي لبرنامج علاج، من قبل المدرب تشارلز ليندن، والذي تعرفت عليه عن طريق شقيقتها جيما، خبيرة التجميل، 40 عامًا، و التي تعاني هي الأخرى من نفس المرض.
وأكملت: "تعلمت كثيرًا من أسلوب ليندن، وتحسنت حالتي ومنذ الآن فصاعدًا سأكون قادرة على شفاء نفسي...أنا واثقة من ذلك، والآن سأخطو على الطريق الصحيح، لذا واجهت الجميع بالحقيقة لأول مرة".
جودي تصر على سرد تجربتها الشخصية لمساعدة الآخرين، كما تأمل في تقديم المزيد من المساعدات، لرفع مستوى الوعي تجاه الصحة النفسية، لاستكمال خمسة تحديات رياضية في مختلف أنحاء العالم.
وقد ظهرت جودي الأسبوع الماضي وهي تتسلق جبل كليمنجارو، جنبا إلى جنب مع مجموعة من المحاربين القدماء.