إيهاب توفيق، أحد أبرز نجوم الغناء العربي في العقود الأخيرة، عرف بصوته العذب وبأدائه المميز الذي يجمع بين الأصالة والتجديد، وُلد في مثل هذا اليوم 7 يناير/كانون الثاني 1966، وترعرع وسط عائلة متواضعة، ليصبح لاحقًا أحد رموز الطرب المصري.
ورغم نجاحه الفني الكبير، ظل إيهاب مرتبطًا بجذوره وعائلته، إذ كان تأثير والدته واضحًا في حياته ومسيرته.
في لقاء نادر لوالدة إيهاب توفيق، كشفت عن جانب إنساني من حياة ابنها بعيدًا عن الأضواء، إذ تحدثت عن حب الجمهور الكبير له، مؤكدة أنها تفرح بردود أفعال المعجبين، واصفةً كلامهم بأنه يحمل لطفًا وودًا، كما أشارت إلى معجبين من مختلف الأعمار، من الأطفال إلى المراهقين والكبار، مؤكدةً سعادتها بحب الناس له.
عبّرت والدة إيهاب توفيق عن استيائها من بعض المواقف التي تواجه ابنها مع جمهوره، مثل تلقيه مكالمات من أشخاص لا يذكرون أسماءهم، بالإضافة إلى رسالة تهديد بالانتحار من إحدى المعجبات إذا تزوج، مما أظهر الجانب المعقد من الشهرة.
كما ذكرت أن إيهاب رفض إتمام خطبته من فتاة؛ بسبب انشغاله الدائم بعمله الفني، ما يعكس التحديات التي واجهها لتحقيق توازن بين حياته الشخصية والمهنية.
بدأت موهبة إيهاب توفيق في الظهور منذ الطفولة، إذ كان بارعًا في حفظ أغاني عمالقة الطرب العربي مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، واعتاد المشاركة في حفلات المدرسة كمغنٍ منفرد، ما لفت الأنظار إلى موهبته المبكرة.
وتعلم العزف على العود وهو في التاسعة من عمره، على يد صديق والده، ما ساعده على تطوير قدراته الموسيقية.
وقد دفعه حبه الشديد للفن للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، إذ تفوق دراسيًا، وأصبح لاحقًا معيدًا في الجامعة.
أما نقطة التحول الكبرى في مسيرته جاءت عندما شارك في مسابقة للمواهب، إذ كان الفنان محمد عبد الوهاب ضمن لجنة التحكيم، الذي أشاد بموهبته الكبيرة، واقترح عليه استخدام اسمه الحالي ليكون علامة فارقة في مشواره الفني.
أطلق إيهاب أولى أغانيه "الأسمراني" عام 1989 ضمن ألبوم يضم مواهب جديدة، ليحقق نجاحًا غير متوقع، ويبدأ مشواره مع الشهرة. ألبومه المنفرد الأول "اكمني" عام 1990 كان انطلاقة قوية، إذ استطاع الجمع بين الطابع الكلاسيكي والحديث في أغانيه.
واستمرت نجاحاته مع ألبومات مثل "سحراني" عام 1998 الذي حقق مبيعات قياسية، ووصلت ألبوماته إلى 18 ألبومًا خلال الفترة من 1991 حتى 2016.
وتميزت أعماله بالتنوع والجرأة في تقديم الجديد، مثل ألبوم "اسمك إيه" الذي ضم 13 أغنية، وحقق نجاحًا كبيرًا. كما قدم ألبومات دينية مثل "إلا رسول الله" و"أرحنا يا بلال"، إلى جانب أغان وطنية وأوبريتات مثل "الحلم العربي".
على الصعيد الشخصي، تزوج إيهاب توفيق عام 2007 من فتاةٍ تُدعى ندى، وأنجب منها توأمًا أحمد ومحمود عام 2008، وابنة تُدعى نورين عام 2014.
ورغم نجاحه الفني، واجه إيهاب تحديات كبيرة، منها حادث وفاة شقيقه الأصغر محمد في طفولته، وهو ما ترك أثرًا نفسيًا عميقًا عليه.
في عام 1997، خاض إيهاب تجربة التمثيل من خلال فيلم "من القاهرة إلى الزقازيق"، إذ شارك في بطولة الفيلم بجانب نجوم مثل نرمين الفقي وحنان ترك وخالد النبوي. قدم دور المطرب "محمود حسن" واستطاع أن يترك بصمة مميزة في عالم السينما.
وسبق أن أشارت تقارير صحفية حول إعلان إيهاب توفيق لاعتزال الفن، والتي اعتبرها البعض وسيلة دعائية لاقتراب إصدار ألبومه "يعشق قمر"، إذ جاء في الخبر المنشور في التسعينيات: إيهاب توفيق أحد أهم نجوم قافلة "هاي كواليتي" الغنائية، أعلن مؤخرًا عن رغبته في اعتزال الغناء، وجاء ضمن أسباب تفكيره في الاعتزال رغبته في التخلص من الشائعات والأخبار الكاذبة التي أساءت إليه كثيرًا بالإضافة إلى عدم رضاه عما وصل إليه حال الأغنية الآن.