سُعاد حسني بذكرى ميلادها الـ77.. حكاية نُجومية وإبداع انتهت إلى "موت غامض"!

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
26 يناير 2019,9:25 ص

تتصف سندريلا الشاشة المصرية والعربية الراحلة سعاد حسني التي يوافق اليوم ذكرى ميلادها الـ77، بالطموح وحب الحرية، ولديها إصرارٌ على تحمل المسؤولية، ومستعدة للتفاني والتضحية من أجل من تحب، حتى أصبحت نجمة استثنائية في تاريخ الفن المصري، وتمتلك مواهب متعددة في التمثيل والرقص الشرقي والاستعراضي، إلى جانب الغناء.

واستطاعت أن تكون النجمة الأكثر بروزا طوال سنوات عملها؛ لما تمتعت به من خفة ظل وتلقائية شديدة ووجه مبتسم دائمًا على الشاشة، هي بارعة ماهرة وجذابة، بداخلها طاقة كبيرة، تميل للعصبية، لكنها تظهر بلباقة ودبلوماسية في التعامل.

وبهذه المناسبة ترصد "فوشيا"، أبرز محطات حياتها الفنية والخاصة.

مولدها ونشأتها



ولدت النجمة المصرية سعاد حسني، في 26 يناير عام 1943، في حي بولاق بالقاهرة، وأبوها هو الخطاط السوري محمد حسني البابا، (الباباني)، ينحدر من أصول كردية، قدم من سوريا إلى مصر.

قام والدها بزخرفة كسوة الكعبة حينما كان يعمل في القصر الملكي السعودي ويعتبر من أشهر خطاطي يافا وكبار الخطاطين العرب، واستدعاه الملك الفاروق ليتولى إدارة مدرسة تحسين الخطوط الملكية ومقرها مدرسة خليل آغا الثانوية في العباسية.

جدها هو المطرب السوري حسني البابا، وشقيقه الممثل الكوميدي أنور البابا، الذي اشتهر بأداء دور "أم كامل"، الذي جسد شخصية المرأة الشامية أفضل من المرأة ذاتها.

شقيقات سعاد حسني، هن: صباح، وسميرة، ونجاة، ولها ثلاث أشقاء هم: عازف الكمان عز الدين، والخطاطان نبيل، وفاروق.

بدايتها الفنية

يعتبر الشاعر عبد الرحمن الخميسي، صاحب الفضل في اكتشاف موهبة السندريلا الفنية، وأشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير في دور "أوفيليا"، ثم ضمها المخرج هنري بركات لطاقم فيلمه "حسن ونعيمة"، في دور نعيمة وطُرح الفيلم عام 1959، وحققت نجاحًا ساحقًا حتى عام 1970.

حصيلتها السينمائية



وصل رصيد السندريلا، السينمائي 91 فيلمًا منها أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1959 إلى 1970، إضافة إلى مسلسل تلفزيوني واحد بعنوان "هو وهي" وثمانية مسلسلات إذاعية.

حاولت فضح الغرب بهذا الفيلم

قامت الفنانة سعاد حسني، بدور فتاة أفغانية أمام الفنان عبدالله غيث، في فيلم عن أفغانستان كان عنوانه "أفغانستان الله وأعداؤه" أنتج عام 1984.

ومُنع الفيلم من العرض في عدد من الدول العربية، ويعرض الفيلم مؤامرات الغرب للنيل من الإسلام والمسلمين وما حدث في معتقل جوانتانامو للمخرج المغربي عبد الله المصباحي.

زواجها

تزوجت سعاد حسني 5 مرات، كانت الأولى منها زواجها من الفنان عبد الحليم حافظ ، ثم تزوجت المخرج صلاح كريم لمدة عام، ثم علي بدرخان لمدة 11 عامًا، ثم زكي فطين عبد الوهاب لعدة أشهر فقط، وكان زوجها الأخير الكاتب ماهر عواد وظلت على ذمته حتى توفيت، ولم تنجب في زيجاتها الخمس.

قصة زواجها من العندليب



أكد عصام عبد الصمد، الطبيب الخاص بالنجمة الراحلة، في كتاب له أنها تزوجت الفنان عبد الحليم حافظ بعقد زواج عرفي.

وذكرت أن سبب إخفاء هذا الزواج كما يلي: "أنا خبيتها عشان دي كانت رغبة عبد الحليم نفسه، احنا كنا متزوجين عرفي، وأنا مكانش عندي مانع إن الزواج يعلن لكن عبد الحليم يا سيدي طلب السرية التامة خوفًا على معجباته".

وتابعت: "أنا كنت متغاظة قوي من الموضوع ده وبعدين علشان أبرد ناري قلت له ده أحسن لي أنا كمان خوفًا على المعجبين بتوعى، ومفيش حد أحسن من حد".

أيقونة موضة تحب الشعر القصير

تعد السندريلا، أيقونة من أهم أيقونات الموضة، وليس الفن فقط، حيث تأثرت الكثير من النساء بأسلوبها، وما زلن يتأثرن، وأهم ما كان يميزها شعرها، حيث كانت دائمًا تفضل أن يكون قصيرًا بقصات مختلقة، ولم تظهر بالشعر الطويل إلا قليلًا.

علاقتها بشقيقتها نجاة الصغيرة

من المتعارف عليه أن نجاة الصغيرة، شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني حيث تكبرها بـ 5 سنوات، ونشأت الفنانتان في بيت واحد عرف باسم "بيت الفنانين"، وتميزت كل منهما بميزة فنية مختلفة عن الأخرى.

كانت ميزة نجاة الصغيرة، صوتها الساحر وإحساسها الرائع، أما سعاد حسني فتميزت بحبها للكاميرا ونجاحها في الوقوف أمامها وقدراتها الماهرة على التمثيل.

ورغم خروج نجاة الصغيرة وسعاد حسنى من بيت واحد، إلا إنهما لم يجمعهما فيلم واحد طيلة مشوارهما الفني، ولم يظهرا سويًا في أي لقاء تلفزيوني، ولم تجمعهما أغنية واحدة، وعاشتا وكأنهما ليستا شقيقتين.

مرضها بالاكتئاب

مرضت سعاد حسني، بالاكتئاب مدة طويلة قبل أكثر من 15 سنة، من وفاتها، وكانت أسباب المرض متعددة منها: عدم نجاح آخر فيلمين لها هما: "الدرجة الثالثة" و"الراعي والنساء".

سبب آخر هو وفاة الأب الروحي لها الأستاذ صلاح جاهين، وكان السبب الثالث إصابتها بشلل بسيط في وجهها، وكانت تأخذ أدوية الاكتئاب بانتظام، لحرمانها من حنان الأب.

كانت تُعالج من الاكتئاب وهى في مصر ولفترات طويلة على يد بعض من أساتذة طب الأمراض النفسية أمثال الدكاترة "أحمد فايق"، و"صالح حزين"، و"مصطفى زيور"، الذي اعتبرته أبًا لها.

كانت السندريلا، لا تحب النوم الكثير وكانت شديدة الأرق؛ لأنه كانت تأتيها أحلام مزعجة وكوابيس.

شقيقة السندريلا واتهام صديقتها بقتلها

الجدل لا ينتهي حول نادية يسري، الشاهد الوحيد على نهاية سعاد حسني، وحقيقة إقامة سعاد معها في شقتها أو بمفردها، ستظل غائبة إلى حين، وتتهم جانجاه شقيقة سعاد، نادية يسري مباشرة بأنها متورطة مع آخرين فى قتل سعاد.

وسجلت جانجاة، اتهامها في بلاغات للنائب العام خلال السنوات الماضية، بداية من 2005 وحتى 2008، وقام بالتحقيق معها المستشار محمد عبدالعال نائب المستشار محمد حلمي قنديل المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة.

ورغم أن جانجاه قدمت ما يفيد بأن نادية يسري مصرية، إلا أن نادية تم التعامل معها كمواطنة إنجليزية.

تقول جانجاه إن المستشار محمد حلمي قنديل قال لها إنه متأكد من أن سعاد حسني ماتت "مقتولة" وهذه قناعته الشخصية، لكنه لا يستطيع أن يقول ذلك بصفة رسمية.

سمير صبري وأسرار عن سعاد حسني

كشف الفنان المصري سمير صبرى، أن تقرير الطب الشرعي البريطاني، سجل في تقريره أن سعاد حسني، تعرضت لضربة في جمجمة الرأس وعدة كدمات متفرقة بأنحاء مختلفة من جسدها.

وأوضح، في مقابلة تلفزيونية: "سعاد حسني كانت غلبانة جدًا، وتحتاج إلى من يوجهها في حياتها، وكانت بحاجة شديدة إلى أب".

واستنكر قائلًا: "هل يعقل أن شخصا يبلغ من العمر، 58 عامًا، يلقي بنفسه ولم يكسر منه صباع حتى"، مشيرًا إلى أن تقرير الطبيب الشرعي المصري، كان مشابهًا لنظيره البريطاني.

وأضاف الفنان المصري، أن سعاد حسني تعرضت لاشتباك ما داخل شقتها، وعلى إثرها توفت قبل سقوطها من شرفتها، مضيفًا أنه وجد جوابًا داخل غرفتها في المصحة التي تعالج بها، في لندن، من فرع أحد البنوك هناك، يفيد أنه تم تحويل 45 ألف جنيه إسترليني لها.

وأشار إلى أنه كان يوجد بعض الأشخاص، الذين يرسلون لها مساعدات بحجة شراء نسخ من أفلامها، لعدم رفضها هذه المساعدات لعزة نفسها، في حين أن جارتها نادية يسري، قالت إنها تركت 4 آلاف فقط، على الرغم من أن المبلغ كان 45 ألف جنيه استرليني، وكانت تتحدث عنها وهى تمثل أنها متأثرة، قائلًا: "وسلميلى على حقوق الإنسان في بريطانيا".

قالوا عن سعاد حسني

- عادل إمام تحدث عنها بأنها كانت مطلب أي شاب يريد الزواج، ورغم أنها ليست على قدر من الجمال لكن لها جاذبية كبيرة.

- حسين فهي أكد أنها قًتلت ولم تنتحر مثلما أشيع.

- اعتماد خورشيد اتهمت صفوت الشريف وزير الإعلام في عهد حسني مبارك بأنه وراء قتلها.

- الشحرورة صباح قالت إن شخصًا ما قتل سعاد حسني.

آخر لقاء تلفزيوني للسندريلا

قالت سعاد حسني، إن السبب وراء غيابها عن الساحة الفنية، أنها كانت مريضة وغاضبة، مضيفة في أخر حوار تلفزيوني لها، أن الفن بالنسبة لها هو الحياة الطبيعية ولا تستطيع أن تقدم ما لا يعبر عن ذلك.

وأشارت السندريلا، إلى أنها غاضبة من بعض الأفكار الصغيرة التي تضيع أشياء كبيرة في الفن، مؤكدًة أنها تنشد الكمال، وتشعر بالتوتر إذا لم تفعل الأمور بشكل صحيح تمامًا.

وأوضحت سعاد حسني أن الفترة التي كانت بعيدة فيها فنيًا، كانت تقرأ، وتزور الطبيب النفسي للتخلص من الضيق الذي كانت تشعر به.

تحضيرها للعودة قبل الوفاة بثلاثة أفلام

كانت سعاد حسني، تستعد للعودة للسينما بثلاثة أفلام قبل وفاتها وذلك بعد شفائها من عدة أمراض ألمت بها، وكان السيناريو الأول بعنوان "الفارس والأميرة" وهو كان فيلم رسوم متحركة قصة وسيناريو وحوار بشير الديك، وإخراج محمد حسيب.

والفيلم الثاني بعنوان، "هيرجادا سحر العشق" أو "الغردقة سحر العشق" وكان هذا الاسم المؤقت، ومن قصة وسيناريو وحوار وإخراج صديق سعاد الحميم رأفت الميهي.

أما الفيلم السيناريو الثالث فكان بعنوان، "اعترافات زوجية" قصة وسيناريو وحوار وإخراج رأفت الميهي.

إعلان وفاة سعاد حسني

في 21 يونيو عام 2001 سقطت سعاد حسني، من شرفة شقة صديقتها "نادية يسري" في مبنى "ستيوارت تاور" بالعاصمة البريطانية لندن، وقد أثارت ملابسات وفاتها جدلًا لم ينته حتى الآن.

ومنذ لحظة إعلان خبر سقوط سعاد حسني، أو إسقاطها، تم ترجيح فرضية الانتحار، دون انتظار لتحقيق أو سماع لشهود، وبدا وكأن الأمر مدبر إعلاميًا لتقبل ما يبدو أنه حقيقة ذات وجه واحد مفادها "انتحار سعاد حسني".

 

google-banner
foochia-logo