حلم كل سيدة أن تبقى جميلة وشابة، ولا يعلو بشرتها أي خطوط أو تجاعيد، وفي عالمنا المعاصر كثر الإقبال على حقن البوتوكس، إذ وجدت إحدى الدراسات أن البوتوكس من أكثر الإجراءات التجميلية شعبية للحد من علامات الشيخوخة والتقدم في العمر وتجديد شباب البشرة.
وفي الآونة الأخيرة ازداد الحديث عن مفهوم البوتوكس الوقائي الذي يسعى إلى حماية البشرة من التجاعيد بين الشابات في العشرينات من العمر، بحجة أن علاج البوتوكس الذي يبدأ في سن مبكرة، يوفر ميزة كبيرة كوقاية من التجاعيد.
ما البوتوكس الوقائي؟
البوتوكس الوقائي هو استخدام جرعات صغيرة من حقن البوتوكس لوجه لإرخاء العضلات ومنع ظهور التجاعيد. يتم ذلك بواسطة إبر دقيقة بهدف تجنب تكوين الخطوط الدقيقة وجعلها أقل وضوحاً.
يقدم العديد من العيادات التجميلية مفهوم البوتوكس الوقائي، الذي يعتمد على مبدأ أنه إذا لم تتمكني من تحريك عضلات وجهك، فلن تتشكل الخطوط فوقها. هذا يعني أن حقن البوتوكس تمنع ظهور التجاعيد لفترة أطول.
تشير بعض الآراء الطبية إلى أن بعض الأشخاص يبدأون باستخدام البوتوكس في أوائل العشرينات من عمرهم، لكن بالنسبة لمعظم الناس، تبدأ التجاعيد المرئية بالظهور في الثلاثينيات أو ربما حتى الأربعينيات. لذلك، من غير المنطقي البدء في استخدام البوتوكس ما لم تكن هناك خطوط واضحة تستدعي العلاج. فالبوتوكس هو عقار، ويجب النظر إليه كأي دواء آخر لا ينبغي استخدامه إلا عند الضرورة، لأنه قد يكون له آثار جانبية.
أمام هذه الحقائق، هل يعمل البوتوكس الوقائي بالفعل؟
أحد المراجع الطبية يشير إلى أن استخدام البوتوكس قبل ظهور التجاعيد ليس له معنى كبير، إذ لا توجد دراسات نهائية تظهر أن البوتوكس يمكن أن يمنع تكوّن التجاعيد. يمكن للبوتوكس تقليل التجاعيد بمجرد وجودها بالفعل، ولكنه ليس بالضرورة وسيلة وقائية فعالة لمنع ظهورها من الأساس.
هل تعتبر حقن التجاعيد الوقائية مجرد خطة لكسب المال؟
قد يكون الأمر كذلك، فالبحث السريع عبر الإنترنت عن "البوتوكس الوقائي" في المملكة المتحدة وحدها يحقق آلاف الزيارات، ويوجه الأشخاص إلى العيادات التي تقدم العلاج بمئات الجنيهات في كل جلسة.
من يحتاج إلى حقن البوتوكس؟
بما إن البوتوكس الوقائي قد يكون مضيعة للوقت والمال، فإن استخدام البوتوكس لعلاج التجاعيد الموجودة فعلاً يحقق نتائج ناجحة. المرشح الجيد للبوتوكس هو الشخص الذي يريد معالجة الخطوط المرئية والتجاعيد التي ظهرت بالفعل.
بعض الأطباء يرفضون إجراء البوتوكس الوقائي لمن لا يحتاجه، حيث يرون أن هذا العلاج يجب أن يُستخدم فقط عندما يكون هناك تجاعيد واضحة تتطلب العلاج. ومع ذلك، يعلم هؤلاء الأطباء أن المرضى قد يذهبون إلى طبيب آخر لتلقي العلاج إذا رفضوا تقديمه.
ما أفضل البدائل للبوتوكس الوقائي؟
هناك عدد قليل من العلاجات الأقل تدخلاً التي يوصي بها الخبراء لتحسين نسيج الجلد، ومنها:
- التقشير الكيميائي الطبي
يساعد على التخلص من خلايا الجلد القديمة ويحفز نمو خلايا الجلد الجديدة والكولاجين، كما يُحسن لون البشرة وملمسها ومستويات رطوبتها، ويترك البشرة متوهجة، وتبدو أكثر شبابًا.
التقشير الكيميائي يختلف من حيث المكونات المستخدمة (مثل حمض الغليكوليك، حمض اللاكتيك، أو مقشر الريتينول) واختلاف نسبة التركيز. يمكن للتركيزات الأعلى أن تخترق الجلد بعمق، ما ينتج آثارًا جانبية، في حين تكون التركيزات المنخفضة أكثر لطفًا. يعتمد الاختيار على ما تحاولين علاجه، مثل الخطوط الدقيقة أو التجاعيد العميقة، ولهذا السبب من المهم مناقشة الخيارات مع الطبيب مسبقًا.
- علاج Morpheus8
هناك علاج آخر يدعمه أطباء التجميل وأخصائيو تجميل الوجه وهو Morpheus8، الذي يجمع بين الوخز بالإبر الدقيقة والترددات الراديوية. هذا العلاج يشد البشرة، ويحفز إنتاج الكولاجين، فضلًا عن المساعدة على رفع وشد الجلد المترهل. نتيجة لذلك، يُعرف Morpheus8 بفعاليته في استهداف الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذا العلاج قد يكون باهظ الثمن، لذا من الضروري إجراء استشارة مع مختص للتأكد من أنك المرشحة المناسبة للعلاج.
- Microneedling
الـ Microneedling هو علاج تجميلي غير جراحي يتمثل في استخدام إبر دقيقة ومعقمة لتحسين نعومة وصلابة الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين. يعد هذا العلاج فعالًا في علاج مشاكل البشرة المختلفة مثل التجاعيد، الخطوط الدقيقة، وندبات حب الشباب.
هذه العلاجات التجميلية البديلة غير الجراحية ربما تكون خيارًا أفضل من البوتوكس للشابات الأصغر سنًا، شرط أن يتم إجراؤها على يد خبير مؤهل، ما يقدم تحسينًا وقائيًا للخطوط الدقيقة والتجاعيد وملمس الجلد وتغير اللون٬ دون البدء مبكرًا باستخدام البوتوكس.