لا يعد قضاء الآباء وقتًا مع أطفالهم مساحة للمتعة واللعب والمشاكسة فحسب، بل وراء هذا المشهد الجميل حقيقة لم نكن نعرفها سابقًا.
وجدت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة "ليدز" البريطانية مؤخرا، أن أداء الأطفال الدراسي يتحسن بشكل ملحوظ بعد قضاء وقت مع آبائهم في ممارسة أنشطة تفاعلية، مثل: القراءة، واللعب، ورواية القصص، والرسم، والغناء.
وتوصل الباحثون لهذه النتيجة بعد مراقبة درجات مجموعة من أطفال المرحلة الابتدائية، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 أعوام.
وتبين من خلال الدراسة أن الآباء الذين يرسمون ويلعبون ويقرأون بانتظام مع أطفالهم في عمر ثلاث السنوات، أسهموا في تحسين أدائهم المدرسي بمرحلة متقدمة من تعليمهم. كما انعكس انخراط الآباء في أنشطة تفاعلية مع أطفالهم بعمر الخامسة، على نتائجهم الدراسية حين بلغوا سن السابعة.
وقالت قائدة الدراسة الدكتورة هيلين نورمان: لا تزال الأمهات يتولين دور الرعاية بشكل رئيس، وبالتالي ينجزن وحدهن معظم مهام رعاية الأطفال، ولكن مشاركة الآباء في رعاية الصغار أيضًا، تسهم في رفع مستواهم التعليمي بشكل مذهل.
وأوصت الدراسة بأهمية تقاسم الأب رعاية الأطفال مع الأم في مرحلة مبكرة، بغض النظر عن جنس الطفل أو عمره أو دخل أسرته.
واللافت في نتيجة الدراسة، هو أن تأثير الأمهات على السلوك العاطفي والاجتماعي للأطفال كان أكبر من تأثيرهن على تحصيلهم العلمي، على الرغم من جهودهن المستمرة في تدريس أطفالهن.
10 دقائق مقابل 10 سنوات مثمرة
قد يجد الآباء العاملون صعوبة في التواجد بشكل مستمر وفعال في حياة أطفالهم، وبهذا الخصوص، أكدت الدراسة أن 10 دقائق فقط في اليوم، لها أثر بالغ على حياة الطفل التعليمية للسنوات العشر القادمة.
ولتشجيع الآباء على تخصيص وقت لأطفالهم، أوصت الدراسة المدارس والمعلمين بالتواصل مع والدي الطفل بشكل مستمر، ووضع إستراتيجيات لإشراكهم بفعاليات مع أبنائهم بدلاً من التواصل مع الأمهات فقط