"تناول كميات كبيرة من مشروبات الطاقة كل يوم هو أمر قد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالقلق، العصبية، ارتفاع ضغط الدم، وقلة النوم"باحثون
لعل أول ما يخطر ببالنا عند التفكير في الطرق التي يمكن أن نعزز بها طول قامتنا، وقدراتنا الإدراكية، وكتلة عضلاتنا هو الطعام، من منطلق أن تناول نوعية الأطعمة المناسبة ( بروتينات، كربوهيدرات نافعة، خضروات، وفواكه وما إلى ذلك) هو أمر من شأنه أن يساعدنا جسمانيًّا وذهنيًّا.
واتضح بهذا الصدد أن من ضمن العوامل التي يكون لها دور بشكل مباشر على نمو الجسم، ذهنيًّا وبدنيًّا، هو النوم، الذي يعلب دورًا مهمًّا في هذا الجانب، لا سيما بالنسبة للأطفال والمراهقين.
والجديد المثار حوله الجدل خلال الآونة الأخيرة هو علاقة مشروبات الطاقة بطول القامة، وما إذا كان هذا الأمر حقيقيًّا بالفعل أم لا، وهو ما نلقي عليه الضوء باستفاضة أكبر في السطور التالية.
بينما يتوافر الكثير من منتجات الطاقة بالأسواق وإمكانية المفاضلة بينها حال كانت هناك رغبة في تعزيز مستويات الطاقة بالجسم، بدأ يكثر الحديث مؤخرًا حول علاقة تلك المشروبات بطول القامة، لا سيما بالنسبة للأطفال، الذي يحبون تلك النوعية من المشروبات ويتناولونها كثيرًا في الخارج.
والمثبت وفق ما توصل إليه الباحثون هو أن تناول كميات كبيرة من مشروبات الطاقة كل يوم هو أمر قد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالقلق، والعصبية، وارتفاع ضغط الدم، وقلة النوم، ومشاكل القلب والأوعية الدموية وكذلك النوبات، وكلها مخاطر تستوجب التعامل مع الأمر بحذر شديد.
علاقة النوم بالنمو
فكرة أن الكافيين أو المكونات الموجودة بشكل أساسي في مشروبات الطاقة تحظى بتأثير مباشر على طول قامة الطفل بمرحلة النمو هي فكرة مبالغ في تبسيطها إلى حد ما. لكن وفقًا لما أكده الدكتور بريان بوكسر ووشلر، جراح العيون المقيم في بيفرلي هيلز، فإن السؤال الذي يجب أن تطرحه الأم على نفسها هو ما إذا كان نظام تغذية أو نوم طفلها يتأثر بالسلب جراء تناول مشروبات الطاقة أم لا، لأن ذلك هو الجزئية الفاصلة التي يمكن الارتكاز عليها بهذا الصدد.
ومن ثم يجب على الأم أن تراقب مقدار ما يتناوله طفلها من مشروبات الطاقة، سواء في المنزل أو خارجه، لأن الكمية التي يتناولها قد يكون لها تأثير بشكل أو بآخر على نموه وطول قامته.
والفكرة هنا أن مشروبات الطاقة قد تعمل على تعطيل مستقبلات الأدينوزين الموجودة في الدماغ والتي تساعد على منع الشعور بالنعاس، غير أنها تؤثر أيضًا على نوم الطفل، ومعروف أن النوم شيء مهم جدًّا للطفل لعدة أسباب، من ضمنها دوره في نمو الطفل جسمانيًّا، ومنع اصابته ببعض المشكلات الصحية المزمنة، وتنظيم هرموناته بشكل صحي، وتعزيز قدراته الذهنية.
بدائل صحية لمشروبات الطاقة
لو رأيت أن طفلك يميل للاستمتاع كثيرًا بمشروبات الطاقة، فلك أن تعلمي أن هناك بعض البدائل الصحية التي يمكنك الاستعانة بها، مثل: مشروبات السموذي الغنية بالبروتينات، أو تركيبات شاي ماتشا الأخضر، إذ يمكنك التحكم في نسبة الكافيين ومستويات السكر المستخدمة.
وختم الباحثون بقولهم إنه من المهم أن تبحث الأم وراء ارتباط طفلها بمشروبات الطاقة، ولو وجدت أن طفلها يعاني دومًا من مشكلة الخمول، فيجب عليها في تلك الحالة الرجوع لطبيب متخصص وأن تحاول أن تُعوِّد الطفل على بعض الممارسات الصحية التي من بينها اتباع نظام غذائي متوازن، وشرب قدر كاف من المياه، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كاف من النوم.
كما عليها أن تُذكّر الطفل من وقت لآخر بأن مسألة طول القامة من الأمور التي يمكن تحقيقها حال نجح في استبدال العادات السلبية بأخرى صحية تساعده على النمو بشكل طبيعي ودون معوقات.