رغم معرفتنا بأهمية الطعام بالنسبة لأجسامنا، لكن هناك في المقابل بعض الناس تربطهم علاقة معقدة بتناول الطعام. ولو أنك ممن يشعرون بقلق وتوتر إزاء الأكل، فالأرجح أنك تعانين من أحد اضطرابات الأكل التي يزداد شيوعها بين سن الـ 12 والـ 25 عاما.
وبغض النظر عن مدى خطورة تلك الاضطرابات، التي قد تصل لحد تسببها في الوفاة، فإنها تتخذ عدة أشكال، فمثلا يمكن للأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي أن يشعروا بنفور شديد من الطعام؛ ما يجعلهم يأكلون كميات قليلة جدا أو يتجنبون الطعام تماما.
وقال الباحثون إن مَن يعانون هذا الاضطراب يكون لديهم تصور مشوه بشأن أجسامهم ويعتبرون أنفسهم زائدي الوزن حتى عندما يصلون لمرحلة الهزال أو الوهن الجسدي.
أما مصابو الشره العصبي فيتناولون في المقابل كميات كبيرة من الطعام في المرة الواحدة ويحاولون تصحيح ذلك بتناول مسهلات، أو الميل للقيء أو القيام بتمارين قوية.
وكذلك الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل بنهم، فإنهم يعانون من سلوكيات مماثلة على صعيد الإفراط في تناول الطعام، باستثناء أنهم لا يتقيئون ولا يصومون بعد ذلك.
ولعل أكثر ما يقلق النساء حين يتعلق الأمر باضطرابات الأكل هو احتمالية تسببها في زيادة خطر إصابتهن بمشكلة تساقط الشعر، وهو ما نلقي عليه الضوء بشكل أكبر فيما يأتي.
كيف تتسبب اضطرابات الأكل في تساقط الشعر؟
أظهرت الدراسات أن نسبة تتراوح ما بين 17% إلى 61% من المرضى المصابين بفقدان الشهية العصبي يعانون من مشكلات تساقط الشعر، داء الثعلبة وهشاشة الشعر.
وقال الباحثون إن الجلد، الشعر والأظافر تتكون من خلال ما يعرف بـ "النظام الغلافي"، الذي يتأثر سلبا بفقدان الشهية العصبي وبالشره العصبي. ونتيجة لأنماط الأكل التقييدية التي يلتزم بها عادة مصابو اضطرابات الأكل، فقد يصاب الجسم بسوء تغذية.
ومن ثم يُحرم الجسم من المغذيات الأساسية التي يوفرها له الطعام، بما في ذلك بروتين الكيراتين الموجود في الشعر. والفكرة أن الجسم خلال فترة سوء التغذية يستخدم أي بروتين متاح لديه للقيام بالوظائف اللازمة لبقائه على قيد الحياة، كوظائف الأعضاء.
وهو ما يعني أن الجسم لن يهتم بنمو الشعر بشكل مؤقت، ولن تكون تلك المهمة من أولوياته، وهو ما قد يساهم في ضعف وهشاشة الشعر لدى من يعانون من اضطرابات الأكل.
وأشار الباحثون إلى أن تساقط الشعر الناتج عن فقدان الشهية العصبي غالبا ما يكون مصحوبا بأعراض أخرى خطيرة وربما مميتة، مثل الجفاف الذي قد يؤدي للفشل الكلوي.
وكذلك أثبتت بعض الدراسات أن فقدان الشهية العصبي من الممكن أن يؤدي إلى مشاكل إدراكية مثل فقدان الذاكرة، نوبات الصرع وبطء الأداء، وهو ما يجب الانتباه إليه.
خطوات التعافي من اضطرابات الأكل
يمكن البدء باستشارة أخصائي صحة نفسية؛ لأنه قد يقدم علاجا نفسيا يسيطر من خلاله على تشتت الفكر الذي يصيب مرضى اضطرابات الأكل، إلى جانب إمكانية الرجوع لخبير تغذية كي يساعد في تحديد خطط الوجبات وتنفيذ العادات الغذائية الصحية. وربما تلزم الظروف حجز المريض بالمستشفى حال كانت اضطرابات الأكل شديدة.