استضافت الفنانة والنحاتة الإماراتية عزة القبيسي ورشة عمل حصرية عن فن "صب الحبار" الذي يُعتبر مادة ذات قيمة كبيرة لنحت قوالب الفضة، نظرًا لقدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية، قدمتها خلال الدورة السنوية الثلاثين لمعرض المجوهرات والساعات الذي أُقيم في أبوظبي.
واكتسب المشاركون في الورشة مهارات تقنيات المجوهرات الأساسية، واستكشفوا التقاليد الثقافية والأساليب الكلاسيكية، بالإضافة إلى دراسة الحركات الفنية التي استخدمها مصممون مختلفون عبر التاريخ في صنع المجوهرات، كما أتاحت الورشة للمشاركين اختيار أسلوب إبداعي لتصميماتهم، سواء كان ذلك في إنشاء قلادة أو حلية سوار أو منحوتة صغيرة حسب اختيارهم.
وحدثتنا عزة عن هذا الفن، قائلة: "يُعَد صّب الحبّار من أقدم تقنيات صناعة المجوهرات، حيث استُخدم على مر القرون بسبب سهولة استعماله وسرعة العمل به، وهو يسمح بتشكيل قطع العظام الهشة لاحتواء المعدن الذائب، وأضافت: تعتبر الورشة فرصة للجمهور لاكتساب فهم عميق لهذه العملية التقليدية التي لا تزال تحتفظ بشعبيتها وفاعليتها في سوق المجوهرات المحلي".
وعكست هذه المبادرة التزامًا قويًّا من قبل عزة بتعزيز تنمية المهارات، ودعم التعبير الفني في مجال صناعة المجوهرات، وما جسّدته هذه المبادرة ليس فقط التزامًا بالتفوق الفني، ولكن أيضًا تأكيدًا على أهمية الحفاظ على الجوانب الثقافية والتاريخية لصناعة المجوهرات. فوجهت الضوء نحو التقاليد إذ يبرز دور الفن في الحفاظ على الهوية الثقافية، وعلى الأبعاد الإبداعية للحرفة. ومن خلال هذه الورشة، اثبتت أن الإبداع ليس مجرد إيحاء فني، بل هو رحلة تعلم وتبادل معرفة، وتعزيز للتقاليد الفنية التي تشكل جوهر التراث الثقافي.
يذكر أن عزة القبيسي قامت بتأسيس جائزة إبداع، التي تشكل جزءًا من فعاليات معرض المجوهرات والساعات. وقد كرست حياتها المهنية لتمكين المواهب الشابة في المنطقة، من خلال توفير منصة لمصممي المجوهرات الطموحين لعرض أعمالهم أمام جمهور عالمي وتقديم الدعم اللازم لهم للحصول على التدريب العملي والإرشاد من قبل كبار خبراء الصناعة.