أثار قرار وزارة التربية والتعليم المصرية تدريس شخصية الفنانة سميحة أيوب،91 عاماً، ضمن مناهج التعليم الابتدائي، جدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بين منتقد ومرحب بالفكرة.
وبينما ثمّن ناشطون هذا التوجه، رفض آخرون وضع مقرّرات عن فنانين ضمن المناهج الدراسية، وطالبوا بحصر ذلك بالشخصيات التاريخية والعلماء ممن كانت لهم إنجازات ملموسة أثرّت على حياة الناس.
وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية ردت على الجدل الدائر بهذا الشأن في تصريح على لسان المتحدث باسمها شادي زلطة، الذي رأى أن إلقاء الضوء على تاريخ أيوب كشخصية مصرية مؤثرة يأتي في إطار تعريف الطلاب بأبرز الشخصيات المؤثرة في مجال المسرح بكتاب المهارات والأنشطة للصف السادس الابتدائي.
وقال المتحدث الرسمي، في تصريح مقتضب، إن الهدف الأساسي هو تنمية ثقافة الطلاب وتعريفهم بالشخصيات المؤثرة في عدد من المجالات المختلفة، والتي تتضمن العلوم والأدب والفنون والاقتصاد والصناعة، من خلال كتاب المهارات والأنشطة.
من جهتها، وصفت أيوب، التي تُعتبر صاحبة أطول مسيرة فنية في تاريخ السينما العربية، حيث تجاوزت سنوات عملها السينمائي والتلفزيوني 75 عامًا، تلك الخطوة تتويجا لرحلة عطائها ومشوارها الفني والمسرحي.
وقالت إن ما حدث يعد تقديرا من الدولة للفن والفنانين، واعترافا بدورهم في إثراء الوجدان المصري وزيادة الوعي ونشر الثقافة ولا يقلون عن العلماء في شيء، وشرف لها أن تتم دراسة مسيرتها في كتب المناهج بالتعليم، بحسب "العربية.نت".
الناقد الفني أيمن الحكيم رأى أنّ أيوب تستحق تدريس سيرتها الفنية بوصفها نموذجاً مهماً في مسيرة الفن، رافضاً تبرير الهجوم الذي طال القرار، معللا رأيه أن بعض الأشخاص من أصحاب الأفكار الظلامية يرون الفنانين في صورة نمطية غير صالحة للدراسة.
أما الباحثة في السياسات التعليمية الدكتورة فاتن عدلي فقد نقلت عنها صحيفة الشرق الأوسط قولها: إن الحرب بدأت على الفن والفنانين عبر منابر عدّة منذ نهاية السبعينات، ما أدّى إلى النتيجة الراهنة.
وأضافت أن الأزمة الاقتصادية التي أثرت بدورها في التعليم جزء من الأزمة، وأن اكتظاظ المدارس أدّى إلى تهميش تدريس الأنشطة التربوية، فأُلغي جدول الموسيقى أو المسرح المدرسي شيئاً فشيئاً، خصوصاً مع انتشار المدارس الخاصة.