تقديمكِ الهدايا للغير يُحسِّن صحتك النفسية والعقلية

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
12 مايو 2023,6:09 م

تقديم الهدايا أو مهاداة شخص بشيء قيم أو جميل أمر له مردوده الطيب، كما هو معروف، لكن الدراسات أظهرت أيضا أن هكذا تصرف يحظى بتأثيرات أكثر مما يعتقده البعض.

وبداية الأمر هو أنك تشعرين مثلا بامتنان أو تقدير للطرف الآخر، وتودّين التعبير له عن مشاعرك، وتكون الهدية أيا كان نوعها هي وسيلتك لنقل هذا الشعور الداخلي وإظهاره له.

والحقيقة أنك ربما تشعرين بإحساس تغمره معاني المحبة والامتنان عند تقديمك الهدية للطرف الآخر، وهو ما يجعلك تشعرين بالتبعية بحالة من السعادة والرضا في الأخير.

وقال باحثون من كليفلاند كلينك إن مساعدة الآخرين وتقديم الهدايا لهم يحفز إفراز مجموعة من المواد الكيميائية في الدماغ مهمتها توليد الشعور بالرضا، وهو ما يسهم في الشعور العام بالسعادة. وتشمل تلك المواد الكيميائية السيروتونين، الدوبامين والأوكسيتوسين.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المواد تعمل جميعها على تعزيز الشعور العام بالهناءة والرضا وتحسين الصحة العقلية، موضحين أن تقديم الهدايا يمكن أن يعزز أيضا من معارفك الاجتماعية ويسهم في تعزيز متانة العلاقات، وهو ما يعود على الصحة العقلية بالإيجاب.

الكرم يثير المشاعر الإيجابية



فحصت دراسة أجريت عام 2017، ونشرت نتائجها بمجلة Nature Communications، الطريقة التي يؤثر بها الكرم على مركز المكافأة بالدماغ الذي يعرف باسم striatum، إذ تبين أنه ينشط ويولد شعورا بالرضا والسعادة حين يقوم الأفراد بتصرفات أو سلوكيات مرتبطة بالكرم.

واتضح من دراسة أخرى أيضا أن العلاقة بين الكرم والسعادة هي علاقة ثنائية الاتجاه، بمعنى أن الأشخاص السعداء يكونون أكثر ميلا للتصرف بكرم، وكذلك عادة ما يقود الكرم إلى زيادة الشعور بالسعادة. وهو ما يعني أن الكرم يحظى بأهمية كبرى بالنسبة لتحسين الصحة النفسية والعقلية.

تقليل التوتر وزيادة الدعم الاجتماعي



لو أنك تشعرين بانعزال، فقد تساعدك فكرة تقديم الهدايا في بناء علاقات جيدة مع الآخرين، ومن ثم توطيد أواصر الصلة مع بعض المحيطين، مما يحظى بأثره الإيجابي عليك، إذ يرتبط هذا التواصل الاجتماعي بخفض مستويات الكورتيزول وتقليل معدلات التوتر.

ونبّه الباحثون بنفس السياق من أن التعرض لتوتر مدة طويلة قد يتسبب في إضعاف الجهاز المناعي، زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، حدوث مشكلات في الجهاز الهضمي والتأثير بالسلب على الحالة المزاجية. أما العمل على توطيد أواصر العلاقات الاجتماعية – من خلال بعض النشاطات التي من ضمنها تقديم الهدايا – قد يفيد في تفادي بعض من تلك التأثيرات، بل ويعمل على تحسين الصحة النفسية والعقلية بشكل كبير.

google-banner
foochia-logo