علّق الإعلامي المصري المقيم في أميركا، باسم يوسف، على البلبلة التي ما زالت متواصلة منذ ثلاثة أسابيع تقريبا بعد إظهار ملكة مصر الشهيرة كليوباترا ببشرة سمراء في مسلسل وثائقي، من 4 حلقات ستعرضه منصة "نتفلكس".
ودافع يوسف خلال استضافته مع برنامج تلفزيوني مع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، عن وجهة النظر المصرية حول القضية، والتي تؤكد أنها كانت من ذوات البشرة البيضاء.
وأوضح الإعلامي المصري خلال تصريحاته بأن القضية ليست مرتبطة بأصحاب البشرة البيضاء أو السوداء، بل بعملية الاستحواذ الثقافي وفلسفة التاريخ التي يقوم بها أتباع المركزية الإفريقية (الأفروسينترك)".
وبين أن "هوليوود تمحو شعبا ولا يُسمح لنا برواية تاريخنا. ويؤسفني أن أختلف معكم، الأمر لا يتعلق فقط بكليوباترا، فكل الأشخاص في فيلم كارتون جديد ينتجه الكوميدي كيفن هارت، يفترض أن يكونوا مصريين لكنهم يبدون وكأنهم قادمون من غرب إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء. نحن المصريين يُطلق علينا "دخلاء" و"غُزاة" لثقافتنا الخاصة. هذا يحدث بشكل ممنهج".
وواصل حديثه: "لا أود أن أستيقظ ذات يوم لأجد أن المتحف الأميركي لتاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة يدّعي أن الآثار المصرية المسروقة في المتحف البريطاني ملكه"، متعجباً من اختيار بطلة نيجيرية ألمانية لأداء البطولة في عمل عن مصر القديمة، متسائلاً "أين الممثلات المصريات؟ أين الممثلون العرب؟".
مخرجة فيلم "كليوباترا" ترد على المصريين
وكانت المخرجة الأميركية من أصل إيراني، تينا غرافي، قد ردت قبل أيام قليلة على الهجوم الحاد الذي تعرضت له من قبل المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشرها الإعلان الترويجي الخاص بالفيلم الوثائي "الملكة كليوباترا"، والتي أظهرتها ببشرة سمراء.
وقالت غرافي إن ردود الفعل التي صاحبت البرومو والصور الخاصة بالفيلم مبالغ فيها، كما أنها تضمنت تفسيرات خاطئة.
ووجهت المخرجة تساؤلا في ردها على الهجوم المصري، خلال حوارها مع مجلة "فاريتي" قائلة: "لماذا الانزعاج من كونها سوداء البشرة؟".
وتابعت: "أتذكر عندما كنت طفلة، رأيت الممثلة إليزابيث تايلور تؤدي دور كليوباترا.. كنت مفتونة بها، لكن حتى في ذلك الحين، شعرت أن الصورة لم تكن صحيحة.. هل كانت كليوباترا، بشرتها بيضاء حقًا؟".
وأوضحت تينا غرافي: "مع هذا الإنتاج الجديد لنتفليكس، يمكننا العثور على إجابات حول تراث كليوباترا وإطلاق سراحها من القبضة الخانقة التي فرضتها هوليوود على صورتها؟".
وبينت المخرجة ذات الأصول الإيرانية خلال تصريحاتها أن التراث الإفريقي لكليوباترا، يثير ضجة في مصر، وتطرقت في حديثها إلى وجهة نظرها في نسب كليوباترا.
ولفتت إلى أنها ترى أن نسب تراث كليوباترا إلى الإغريق والمقدونيين والفرس، ليس دقيقا أو صحيحا، بل كانت على بعد ثمانية أجيال من أسلافها البطالمة؛ ما جعل فرصة أن تكون بيضاء البشرة بعيدة إلى حد ما بـ 300 عام، قائلة: "يمكننا القول بأمان إن كليوباترا كانت مصرية.. لكنها لم تكن يونانية أو مقدونية أكثر من ريتا ويلسون أو جينيفر أنيستون. كلاهما من جيل واحد من اليونان".
وكان المعلقون المصريون قد أكدوا أن الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي يتوافق مع ما تروّج له "حركة الأفرو سنتريزم" (Afrocentrism) والمتعصبة للعرق الأسود، إذ تزعم أن الحضارة المصرية أصلها أفريقي.
ووصفوا أن ما قامت به شبكة "نتفليكس" هي محاولة سرقة تاريخ مصر وحضارتها ونسبها لحضارات أخرى، وتزوير المعطيات التاريخية الثابتة.