يفضل صانعو الأفلام الإعلان عن أعمالهم السينمائية في وقت مبكر للغاية، أي قبل إنجاز المشروع بسنوات. لكن تخيل أنه يوجد فيلم يديره مخرج كبير مع أحد أشهر نجوم هوليوود، لن يكون بمقدورك مشاهدته أبدًا؛ لأنك لن تكون على قيد الحياة.
يحتفظ المخرج العالمي روبرت رودريجيز بفيلمه 100 Years، الذي تمت كتابته وتصويره وتحريره في عام 2015، في خزنة عالية التقنية خلف زجاج مضاد للرصاص، لحين موعد عرضه المقرر في الـ18 من نوفمبر لعام 2115 ، أي بعد 91 عامًا من الآن.
الفكرة وراء الفيلم
جرى تصور فيلم 100 Years بطريقة مثيرة للاهتمام، فرغم أن فكرة الأعمال بشكل عام تعتمد على التجارب الشخصية أو تعكس المشهد السياسي والاجتماعي الحالي، لكن هذا ليس هو الحال مع فيلم رودريجيز، الذي استلهم فكرته من العملية الطويلة التي تمر بها صناعة زجاجة نبيذ من ديكانتير لويس الثالث عشر بنمط عشرينيات القرن الماضي.
كل ما نعرفه عن الفيلم
إلى جانب معرفتنا ببعض التفاصيل حول مصدر الإلهام وراء المشروع، تكهّن البعض أن أحداثه ستقع بعد 100 عام من الآن، ما يعني أنه يحمل بعض التنبؤات لما سيكون عليه العالم في عام 2115.
الإعلانات التشويقية الثلاثة
قبل مائة عام من إصدار الفيلم، طرحت ثلاثة إعلانات تشويقية على الإنترنت لمنح الجمهور لمحات عن الفيلم المستقبلي الذي سيشاهده أحفاد أحفادهم.
وأُطلق على الإعلان التشويقي الأول اسم "الرجعية"، وتضمن مشاهد للتصاميم المستوحاة من الآلات الصناعية التي تعمل على البخار في القرن التاسع عشر.
وجاء الإعلان التشويقي الثاني، بعنوان "الطبيعة"، إذ يدور في مستقبل متضخم ما بعد نهاية العالم، حيث انهار المجتمع واستعادت الطبيعة زمام الأمور.
أما الإعلان التشويقي الأخير، فكان عنوانه "المستقبل"، يرسينا عام 2115 المضاء بالنيون، ما يعيد للذاكرة مشاهد من سلسلة أفلام Blade Runner.
وجرى تصوير الإعلانات التشويقية الثلاثة بالطريقة ذاتها تقريبًا، إذ لم تزد مدتها عن 80 ثانية.
وتبدأ أول 24 ثانية من كل إعلان بالمقطع نفسه للنجم الأميركي جون مالكوفيتش وهو يضع زجاجة لويس الثالث عشر في الخزنة؛ ليوضح أنه عمل على تصوير الفيلم عام 2015 لكنه لن يصدر إلَّا بعد 100عام، تمامًا مثل زجاجة لويس الثالث عشر.
وتبدأ أقفال الخزنة وعداد الساعة على الفور في حساب الدقائق حتى الـ18 من نوفمبر 2115، وهو تاريخ إصدار الفيلم. ثم تتسارع الوتيرة بشكل كبير، فنرى مالكوفيتش يصل إلى مبنى في سيارة مصممة على غرار موضوع الإعلان التشويقي المحدد، ليواجه منظر المدينة الذي يختلف بناءً على موضوع الإعلان.
وهناك يلتقي مالكوفيتش بشخصية تُدعى "البطلة الأنثوية"، التي تجسد دورها شويا تشانغ، ويسرع الاثنان عبر ممر طويل نحو الخزنة، التي ينتهي فيها العد التنازلي للموعد المحدد، فتفتح الخزنة وتظهر زجاجة لويس الثالث عشر.
عند رؤية الزجاجة، يصرخ مالكوفيتش "2015"، حينها يمسكهما عدوهما اللدود ماركو زارور متلبسين، بعدها ينتهي الإعلان التشويقي.