نجحت المديرة الإبداعية سارة برتون بامتياز في متابعة مسيرة دار الأزياء البريطانية الفاخرة ألكسندر ماكوين Alexander McQueen المدفوعة بحرفية ورؤية إبداعية لا مثيل لهما.
وعودتنا هذه المصممة الماهرة منذ عام 2010 إثر تولّيها مسؤولية تصاميم الدار، بعد رحيل مؤسسها المبدع لي ألكسندر ماكوين، على تقديم تصاميم هادفة تدعم قيم الأزياء البريطانية وتمنح الإحساس بالمجتمع والانتماء والأسرة وتمكين المرأة.
وفي مجموعتها لربيع وصيف 2024 التي عرضت ضمن أسبوع الموضة في باريس المستمر لغاية الثالث من أكتوبر الجاري، قدمت بيرتون Anatomy ii، دليلها الثاني للموضة الأنيقة من منظورها التشريحي للمرأة.
وشرحت المصممة فكرة التصاميم قائلة: "هذه المجموعة مستوحاة من تشريح الأنثى، والملكة إليزابيث الأولى، والوردة الحمراء الدموية، وماجدالينا أباكانوفيتش، الفنانة المتمردة والمبدعة القوية التي رفضت المساس برؤيتها أبدًا. هذا العرض مخصص لذكرى لي ألكسندر ماكوين، الذي كانت رغبته دائمًا تمكين المرأة، ولشغف وموهبة وولاء فريقي".
إبداعات كثيرة، وتأثيرات عديدة شاهدناها في العرض الباريسي، ومنها فستان من قماش جورجيت الحريري بلون البودرة مع خيط معدني باللون الأحمر الدموي، وتطريز تشريحي نسائي بالخرز متعدد الأوجه، يضم تفاصيل تم إعادة صياغتها من رسم توضيحي أصلي موجود في المكتبة الوطنية للطب.
وتعاقبت على منصة العرض إطلالات ملفتة للأنظار وخالبة للألباب، على غرار جاكيت مصمم بصدرٍ واحد مع تفاصيل، وسروال من الصوف الأسود مع حرير أحمر دموي وتطريز بخيوط الفيسكوز. وأخرى عبارة عن كورسيه يحاكي الدرع، على شكل قلب مفتوح منحوت عند الوركين، مصنوع من الجلد باللون الأحمر الدموي، مع تنورة مزينة بنسيج ممزق باللون الأحمر الدموي. فستان ذهبي آخر منسوج أيضاً بخياطة ممزقة، مع قطعة نحتية على شكل حزام يحاكي شكل الدرع عند الخصر.
نستعرض بالصور مجموعة من الإطلالات التي ترجمت رؤية المصممة الخلاّقة ومصادر إلهامها، وخلاصة الإتقان الحرفي لفريق عملها، ودارت في فلك ألوان الأسود والأبيض والأحمر والذهبي، واستُخدمت فيها أقمشة متنوعة كحرير الجورجيت والدانتيل والصوف والفيسكوز والشيفون والجاكار المخملي مع كثير من الجلد وأعمال الشك والتطريز المبتكرة على طريقة هذه الدار التي لا تشبه إلا نفسها.
