توج الفيلم "بنات ألفة" الذي روى قصة مؤثرة حول معاناة الأمهات، جسدتها المخرجة التونسية كوثر بن هنية، بجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل جوائز "ڨوثام" للاحتفاء بصانعي الأفلام المستقلة في مدينة نيويورك الأميركية.
وتدور أحداث الفيلم التي أدت بطولته الفنانة هند صبري والمستوحى من قصة حقيقية، حول شخصية "ألفة"، وهي سيدة تونسية بسيطة لديها أربع بنات، كانت حياتها عادية إلى أن انضمت ابنتاها رحمة وغفران إلى تنظيم داعش في سوريا.
في البداية، رحبت ألفة بارتداء بناتها النقاب، ظنا منها أنه مجرد شكل من أشكال الحجاب. لكنها سرعان ما أدركت أن الأمر أكبر من ذلك بكثير.
بدأ التطرف يسيطر على حياة بنات ألفة، وأصبحن يتحدثن عن الموت والشهادة. أصبحت ألفة تشعر بالخوف على بناتها، وبدأت تبحث عن طريقة لتخليصهن من قبضة التطرف.
ويتتبع الفيلم رحلة ألفة في البحث عن بناتها، وكيف واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات. كما يسلط الضوء على الأسباب التي تدفع الشباب إلى الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
ورغم نهاية الفيلم وتمكن ألفة الأم من العثور على بناتها في سوريا، وإعادتهن إلى تونس، لكن القصة لم تنته هنا، فألفة لا تزال تكافح من أجل إعادة بناتها إلى الحياة الطبيعية.
يشار إلى أن الفيلم من إنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وحقق سلسلة نجاحات عالمية، كما شارك في المسابقة الرسمية للدورة السابقة من مهرجان "كان" السينمائي الدولي وتتالت بعدها جوائزه العالمية.
وسبق للمخرجة كوثر بن هنية أن قدمت مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية، منها فيلمها القصير الأول "أنا وأختي والشيء"، كما أن لها خبرة في إخراج الفيلم الوثائقي وأخرجت "الأئمة يذهبون إلى المدرسة" 2010، وفيلم "على كف عفريت" 2017، وفيلم "شلاط تونس" 2014، وفيلم "زينب تكره الثلج" في 2016، ثم فيلمها "الرجل الذي باع ظهره" الحاصل على عدة جوائز عالمية ورشح لجوائز الأوسكار.