إذا كنتِ من محبي اللون الأسود، فإن مجموعة دار أزياء Viktor & Rolf الهولندية قدّمت عرضاً في أسبوع الموضة لـ"الهوت كوتور" بباريس لربيع صيف 2024، سوف يلقى إعجابكِ.
يمكن القول إن أفكارًا للثنائي حول اللون الأسود، كانت أقرب إلى لوحات فنية امتزجت مع البيج بتدرجاته بأسلوب ساحر.
وقدّمت دار Viktor & Rolf التي تأسست في تسعينيات القرن الماضي، قرابة 28 ثوباً، لتثبت أن الأسود سيّد الألوان والأكثر تأثيراً وقوة بينها.
وتحدّى المصممان الهولنديان التقاليد مرة أخرى، وقدّما مجموعة من الأزياء الراقية التي مزجت بين الفترات التاريخية القديمة مع القليل من الجرأة من ناحية قصّ وتقطيع الأقمشة.
وكانت القطعة البارزة عبارة عن معطف أسود كبير، اندمج فيها الزمن بعناصر من القرن السابع عشر وأخرى من القرن العشرين.
وغاصت المجموعة في عمق الأسود، ومزجته بطريقة ملفتة، فكانت القطع إما سوداء بشكل كامل، أو متداخلة مع البيج، ليبدو اللون الثاني وكأنه تكملة للأسود فحسب. خفف البيج من حدة الأسود، وأوجدا ثنائية بارزة.
وتقطعت أجزاء الفستان بطريقة عصرية، ونُزعت حوافه وكأنه تعرّض للتمزيق العشوائي. كان التغيير كبيراً في هذه المجموعة، ويمثّل التمرّد على العادات والتقاليد وربما أيضاً على الموضة الرائجة التي تحبس المرأة اليوم في قالب واحد.
وحضرت الأثواب التي كانت رائجة في الروايات القديمة، لا سيما العباءات الشبه محترقة، لتكشف عن طبقات من الجواهر السوداء الناعمة. فساتين تتحدث عن الجمال الذي شوهه الزمن والإهمال، ولكنها لا تزال تناضل.
وللوهلة الأولى، تعتقد المرأة أنه تم تشطيب القطع بآلات حادة، ولكن القصّ ينمّ عن عمق التعامل مع القماش، وكأن القطع تعرّضت إلى الفوضى المنسقة، من ناحية الأثواب الصغيرة وفستان الحفلة المقسم إلى قسمين.
يمكن القول إن دار Viktor & Rolf في مجموعتهما الأخيرة، قد كسرت الأفكار القديمة حول الأسود، ليظهر كله حركة ومليئاً بالحيوية، فشكّلت المجموعة تحدّياً في رؤية الملابس من منظار مختلف.